إعداد الباحث عباس نمر
عضو اتحاد المؤرخين العرب
إن أهمية هذه الدراسة عن قرية القبو قضاء القدس كونها واحدة من الدراسات التي جاءت على التاريخ العثماني للقرية باختصار ليزداد ارتباطنا وتعلقنا بأرضنا وتاريخنا وتراثنا ، وهذا الاهتمام يهدف إلى الحفاظ على الثقافة والشخصية والهوية ، لأنه ملكٌ وارثٌ عزيزٌ من التاريخ يزداد حباً في هذه الأرض المباركة .
فها هي الإكتشافات والمكتشفات الأثرية الحديثة والدراسات العلمية الجيدة تدل على أن الوجود العربي الكنعاني إلى ما قبل الألف الثامنة من ميلاد المسيح عليه وعلى أمه السلام ، ولينظر العالم إلى الآثار الكنعانية في مدينة أريحا.
وكم كان سروري لدى وصولي إلى مخيم الدهيشة في بيت لحم حين وجدت الاستاذة القديرة هيجر حمدان العيسة في استقبالي ببيتها العامر في المخيم وكان في الاستقبال الاستاذ والباحث سعدي العيسة والسيد ماهر القيسي والاستاذ يوسف أحمد عليان أبو لبن ثم انتقلنا إلى بيت السيد أبو نبيل جميل عبد القادر خليل عبد الله وابنه السيد عبد القادر وكان يرافقني السيد علي أبو أصبع أبو أياد .
وكم سررت من هذا اللقاء من السيد أبو نبيل ابن قرية القبو ومواليد عام 1962م الذي حفظ التاريخ الشفوي من والده رحمه الله عن تاريخ قريته سواء ما عايشها منه أو اختزنه وعيه وما حفظه الابن أبو نبيل من ذاكرة والده من أحاديث الآباء والأجداد ومن الأسباب لحفظ التاريخ عن القبو وأن هذه القرية بعد اتفاقية الهدنة مع الأردن التي أطلق عليها اتفاقية رودس عام 1949م وعندما رسمت الحدود بقي حوالي (80) دونماً على حدود قرية وادي فوكين وحوالي (150) دونماً مع حدود قرية بتير وكان أبو نبيل يذهب لهذه الأرض القريبة من وادي فوكين مع والده لزراعتها وتشجيرها وجد زيتونها واستمر مع والده حتى وفاته عام 2000م واستمر أبو نبيل وأبناء عمومته أحفاد الحاج خليل مصطفى عبيد الله حتى هذا اليوم في زراعة الأرض وفلاحتها والاهتمام بها .
ولاهتمامه بأمر قريته جاء يوم السبت الماضي إلى مكتبة ليلى المقدادي القطان في مدينة رام الله حي الطيرة واجتمعنا في القاعة رقم واحد وكان يرافقه السيد محمد خليل قراقع والاستاذ سعدي العيسة واستمر اللقاء ساعتين وكان الحديث يدور عن الوثائق القيمة حول قرية القبو التي هي متعة الاتصال مع الماضي .
وهذه الحلقة هي ما قطفناه من الرواية الشفوية ومن خلال الكتب والموسوعات الفلسطينية ومنها : الكتاب الموسوعي (الجغرافية التاريخية لفلسطين وشرق وجنوب سوريا) للعلامة شيخ الجغرافيين الدكتور كمال عبد الفتاح وزميله البرفيسور ديتر هيتروت ، ثم كتاب (ملكية الأراضي في متصرفية القدس من 1858م-1918م) للمؤرخ القدير الدكتور أمين مسعود أبو بكر ثم دفاتر الطابو المفصلة العثمانية الصادرة عن مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي لندن ـ للواء القدس في القرن السادس عشر الميلادي للعلامة الكبير الدكتور محمد عدنان البخيت والمرحوم نوفان رجا السواريه ثم موسوعات وأطالس الدكتور سلمان أبو ستة وكذلك الدكتور عبد القادر سطيح مدير المركز الثقافي التركي في رام الله ـ مركز يونس امره ـ والسيد الفاضل سعدي عثمان النتشة الذي زودنا بإحصاء النفوس العثماني عام (1904م) والاستاذ عليان الهندي الذي قام بترجمة الوثائق العبرية إلى اللغة العربية والكتاب الموسوعي (كي لا ننسى) للدكتور وليد الخالدي .
ومع قرية القبو التي تحدثكم عن نفسها باختصار :
الموقع
(القبو) قرية عربية فلسطينية قديمة تقع في الجنوب الغربي من قضاء القدس ، وكانت القبو تنتصب على قمة واسعة لأحد جبال القدس الغربية وهي على مسافة (12) كيلومتراً هوائياً وحوالي (17) كيلومتراً عن مدينة القدس عبر الطريق الواصل بين بيت جبرين مرورا ًبالقبو إلى حوسان ثم بيت لحم فالقدس .
التسمية
(القَبُو) بفتح القاف وضم الباء ثم الواو هو الاسم الموروث عن الآباء والأجداد ، والوثائق التي بين أيدينا منذ بداية القرن السادس عشر الميلادي أي قبل (500) عام كان يطلق عليها أحياناً اسم القبو وأحياناً القبو التحتاني والفوقاني (قبو تحتاني وقبو فوقاني) أو (قبو) وهي تابعة للقدس الشريف وفي الفترة الرومانية كان يطلق عليها اسم (قوباني) ، والبعض يقول أن اسم القرية القبو من كثرة الاماكن المستعملة تحت الأرض مثل المغاير والكهوف وعن هذه الاماكن (الأقبية) قال المؤرخ مصطفى مراد الدباغ رحمه الله منها اخذ اسم القرية الحالي القبو وقد استعملت هذه الأقبية لتخزين القمح والشعير والزيت والتبن وعدد من المواد الغذائية واستمر استعمالها حتى عام النكبة 1948م .
المساحة والحدود
لقرية القبو أراضٍ مساحتها (3806) دونمات ، جميعها ملك لأهلها ولا يملك اليهود فيها شبراً ، ويحدها من الشمال قرية الولجة ، ومن الغرب قرية راس أبو عمار ، ومن الجنوب قرية وادي فوكين وقرية حوسان ، ومن الشرق قرية بتير ، ومتوسط ارتفاعها عن سطح البحر (775) متراً .
من تاريخ القبو القديم
في القرية عدد من الأطلال المهدمة وخرب يوجد فيها بعض الشواهد على حضارات قديمة وموقع أثري يحتوي على بقايا كنيسة معقودة وكذلك في خربة أبي عدس وجد فخار وبرك معقودة وخربة طزا فإنها تحتوي على آثار أنقاض عقد على عين القبو ولكثرة الأقبية في القرية وعرفت في العهد الروماني باسم (قوباني) وكان من مدن وقرى القدس في العهد الروماني : بيت لحم ، الطور ، جمالا ، القسطل الخضر ، والقبو .
القبو في بداية العهد العثماني
تبين لنا من خلال الوثائق العثمانية والمكتوبة بالخط العثماني القديم وخصوصاً الدفاتر المفصلة للواء القدس والتي هي من القرن السادس عشر الميلادي ، على الرغم من قلتها لكنها شاهدة على حقبة من الزمن ومن هذه الوثائق :
1ـ في عام 1562م كانت القرية صغيرة أو مزرعة وأهل القرية يدفعون الضريبة على المنتوجات الزراعية .
2ـ في عام 1562م زاد عدد أهالي القبو وكان لهم (12) بيتاً معموراً وعدد أرباب الأسر الدافعة لضريبة الزراعة (12) أسرة .
3ـ جاء في هذه الوثيقة المهمة والمؤرخة عام (1596م) أن قرية القبو كانت مزدهرة بأهلها وأراضيها خصبة وعدد أرباب الأسر الدافعة لضريبة الزراعة (21) أسرة وكان اسمها قبو تحتاني وفوقاني وهي تتبع القدس الشريف وعدد بيوتها المعمورة (21) بيتاً وها هي أسماء أرباب الأسر الدافعة لضريبة الزراعة : محمد ولد عايد ، عرمان ولد عايد ، جمال ولد محمد ، جابر ولد أحمد ، إبراهيم ولد مروان ، بر ولد أحمد ، ذيب ولد ذياب ، عثمان أو جنان ولد سمري ، مؤمن ، أبو بريك ، عوض ولد بكر ، واسم آخر بر ولد أحمد ، خلف ولد حامد ، خليل ولد نبهان ، خليل ولد نبهان ديار ، محمد محسن ، عطية ولد أحمد ، العلوي الداعي ، عطا مصطفى ، وه ولد الداعي ، إبراهيم ولد اسحق .
وجاء في الوثيقة أن أهالي القبو كانوا يدفعون ضريبة الزراعة على حاصل قسم من الثلث من المنتوجات وهي : الحنطة وقيمتها (500) أقجة والشعير وقيمتها (140) أقجه والزيت وقيمتها (110) أقجات ورسم ماعز (100) أقجه ، ورسم المقاثي والبساتين (100) أقجه ، والأقجه هي العملة الفضية التي كانت متداولة في بداية العهد العثماني وهي غالية وعالية الثمن .
القبو في نهاية العهد العثماني
في عام (1871م) تبين لنا من كتاب (ملكية الأراضي في متصرفية القدس 1858م-1918م) لمؤلفه الدكتور أمين مسعود أبو بكر أن البيوت المعمورة في قرية القبو كانت (18) بيتاً معموراً أما في إحصاء النفوس العثماني عام (1904م) فكانت البيوت المعمورة في القبو (23) بيتاً وللأهمية إرتأيت أن أذكر اسماء أصحاب البيوت المعمورة وهم :
محمد عوض صالح ، عوض محمد أحمد عوض ، محمد زايد أزرق ، خليل علي أزرق ، إبراهيم عبد الله زياده ، محمد حسين يابس ،عبد الله حسين يابس ، محمد اعبيد الله ، مصطفى عبيد الله ، أحمد عبد الله ، حسن (جبر) محمد المشني ، أحزين عزمي صالح المشني ، أحمد محمود غلوس ، محمد محمود ، مصطفى محمود غلوس ، إبراهيم محمد نصار ، حسن مصطفى نصار وكان مختار أول للقرية ، محمد مصطفى نصار ، إسماعيل أحمد نصار ، عبد الرحمن أحمد نصار ، جبريل خليل ، إبراهيم مسلم إبراهيم ، محمد أحمد عاليه .
القبو ناحية بني حسن
كانت التشكيلات الإدارية في ولاية القدس الشريف مقسمة إلى سناجق أو أقضية وفي عام (1864م) كانت مقسمة إلى قضاء نابلس وجنين ، قضاء بني صعب ، قضاء الخليل ، قضاء اللد ، قضاء يافا ، قضاء غزة وقضاء القدس كان له عشر نواحي هي : ناحية البيرة ، ناحية بني حارث القبلية ، ناحية بني حارث الشمالية ، ناحية بني مالك ، ناحية الوادية (بيت لحم) ، ناحية بني سالم ، ناحية بني مرة ، ناحية بني زيد ، ناحية جبل القدس ، وأخيراً ناحية بني حسن ، ومن القرى التابعة لها : القبو ، عين كارم ، المالحة ، صطاف ، الولجة ، الجورة ، بيت صفافا ، بتير ، بيت جالا ، خربة اللوز ، شرفات .
أسماء العائلات في القبو
من خلال البحث والرواية الشفوية تبين أن عائلات القبو التي هاجرت منها أثر التطهير العرقي عام (1948م) هي ، عبيد الله ، الأزرق ، أبو عوض ، أبو نصار ، أبو غلوس ، أبو عاليه ، أب ويابس ، المشني .
المختار
كانت وظيفة المختار موجودة في قرية القبو من أواخر العهد العثماني أي منذ إنشاء وظيفة المختار وكان في القبو مختاران ، مختار أول ومختار ثان ، ولقد تسلم المخترة عدة شخصيات من عائلات مختلفة ، وكانت مهمة المختار في القرية لها اعتبارها وكان مركزه له احترامه وتقديره ويمثل المختار سلطة الدولة في القرى ويتم اختيار المخاتير بالانتخاب من قبل أهالي القرية ومن شروط تعيين مختار أن يكون المختار من أصحاب الأملاك في القرية ، وصاحب أخلاق حسنة ، ويعرف القراءة والكتابة ، وأن يكون عمره فوق (30) سنة وكانت مهام المختار كثيرة منها الرسمية والشعبية كالإبلاغ عن المواليد والوفيات وتسليم القتلة والمشاغبين إلى الحكومة ، وكان بيت المختار مجمعاً وملتقى لرجالات القرية بل مضافة للغريب والقريب ، وكان بيته مركز إصلاح في حل المشاكل إن حصلت وغالباً ما تحل المشاكل قبل الوصول إلى المحاكم في القدس ، وكان المسؤول عن المختار مدير الناحية ، ومن مخاتير القرية في العهد العثماني عرفنا منهم :
1ـ المختار حسن مصطفى نصار ـ مختار أول للقرية .
ومن مخاتير القرية فترة الانتداب البريطاني :
1ـ المختار أحمد خليل الأزرق .
2ـ المختار حسين أحم خليل الأزرق .
عدد السكان والبيوت المعمورة
في عام (1562م) قدر عدد أهالي القرية بـ(84) نسمة ولهم (12) بيتاً معموراً أما عام (1596م) فوصل عددهم إلى (147) نسمة ولهم (21) بيتاً معموراً أما عام (1871م) فكانوا (84) نسمة ولهم (18) بيتاً معموراً وعام (1904م) وصل عددهم إلى (132) نسمة منهم (68) ذكراً و(64) أنثى ولهم (23) بيتاً وفي نهاية العهد العثماني (1915م) كان عدد البيوت المعمورة (23) بيتاً كما هي أما في بداية الانتداب البريطاني عام (1922م) فكان عددهم (129) نسمة أما عام (1931م) فوصلوا إلى (192) نسمة منهم (93) ذكراً و (99) أنثى ولهم (31) بيتاً معموراً وعام (1945م) قدروا بـ(260) نسمة أما عام النكبة (1948م) فكانوا (302) نسمة واللاجئون المسجلون في وكالة الغوث عام (2008م) لأهالي القبو كانوا (2864) نسمة .
المضافة أو الساحة
كان في القبو حتى نهاية العهد العثماني مضافة واحدة لجميع أهالي القرية وزادت المضافات بعد قدوم الاحتلال البريطاني وكان يطلق على اسم المضافة في القبو اسم ساحة وكانت هذه الساحات بمثابة المكان الذي يجتمع فيه رجالات القرية وهي جاهزة دائماً لاستقبال الضيوف وابن السبيل والتجار وأحياناً تشترك أكثر من عائلة في المضافة مثل عائلات أبو عوض والأزرق واليابس لهم مضافة كبيرة وأبو غلوس وأبو نصار لهم مضافة وكان لعائلة عبيد الله مضافة وكان دائماً بيت المختار مضافة من كثرة الزوار والضيوف .
الحياة الاقتصادية
نظراً لخصوبة تربة الأرض على الرغم من أنها جبلية وتعتمد على مياه الأمطار لكن لكثرة العيون اشتهرت ببساتينها في المنطقة ، رغم اعتماد الأهالي على الزراعة وفق الأساليب البسيطة الموجودة ، وتقسم المزروعات في القرية إلى شتوية مثل القمح والشعير والقطاني وأخرى صيفية كالذرة والسمسم ولسعة أراضيهم اهتموا بزراعة الأشجار المثمرة مثل الزيتون والتين والعنب واللوزيات والخوخ والصبر واشتهرت القرية بمقاثي البطيخ والخس والبيتنجان والفقوس والخيار والبندورة التي زرعت بكثرة في جوانب الوديان وكانت منتوجات سوق أهالي القبو تباع في القدس .
وكانت أيام الربيع تزيد من جمال القبو فيرى الناظر الورود والزهور والصعتر والميرمية والبابونج وكثيراً من النباتات المنتشرة في المنطقة .
غير أن الأشجار المثمرة والحرجية تزيد من جمال أراضي القرية في الربيع والصيف ، وكانت الثروة الحيوانية لها وجودها خصوصاً الأبقار والأغنام وكانت البغال والجمال والحمير تستعمل كوسائط نقل أو للحراثة ، وكان لتربية الطيور مثل الدجاج والحمام نصيب عند أهالي القرية ولا يوجد بيت من بيوت الولجة يخلو من الطيور والأغنام والأبقار والحمير .
عيون الماء في القبو
أجمعت الرواية الشفوية على أن عيون الماء فيها قليلة وكانت البساتين والمقاثي حول العيون منتشرة ومن هذه العيون :
1ـ عين البلد بالقرب من الجامع .
2ـ عين البيضا شمال القرية .
3ـ العين الشرقية .
4ـ عين طزا .
هذا وكان في القرية كثير من ينابيع الشتاء وتنتهي مع بداية اشهر الربيع وكان يستفاد منها في زراعة المقاثي .
خرب القرية
على الرغم من صغر مساحة القرية لكن تبين أن للقرية عدداً من الخرب الأثرية والتاريخية القديمة ، ومن خرب قرية القبو :
1ـ خربة العبهور .
2ـ خربة حمدان .
3ـ خربة طزا.
4ـ خربة ابو الحويط .
كلمة لا بد منها
إن الحنين إلى قرية القبو أرضاً وسهلاً وجبلاً وعيون الماء والأحواش والحارات ومسجد القرية والمدرسة ما هو إلا جزء من الحاضر الصعب والواقع الأليم الذي يعيشه أبناء القبو المبعدون عن وطنهم عام (1949م) إثر اتفاق هدنة رودس وحتى اليوم تاركين أعز ما يملكون الأرض مسقط رأس الآباء والأجداد وملعب الصبا ، والحنين إلى الماضي ما هو إلا جزء من الحاضر الذي يعيشه الإنسان الفلسطيني المبعد قسرياً عن وطنه وأبن القبو الذي لا يشغله شاغل إلا وهو يحلم بالعودة (وما بضيع حق ووراءه مطالب) وما زالت الأمم المتحدة تعترف بحقوق أهل فلسطين لأن الفلسطينيين متمسكون بهذا الحق المقدس لكن أين التطبيق ؟!!! ولا شيء أخطر على الإنسان من أن يكون جاهلاً بالتاريخ وماضيه ونحن أبناء النكبة أبناء هذا الوطن .
إن قرية القبو الطيب أهلها بحاجة إلى المزيد من الكتابة والحلقات والشرح والتفصيل وإن ما قدمناه في هذه الحلقة المختصرة جداً والمتواضعة ما هو إلا النزر اليسير الذي لا يفي قرية القبو ولا أهلها حقهم وهي بحاجة إلى كتابة حلقات خصوصاً في التاريخ القديم والعادات والتقاليد والأفراح والأتراح والحياة الاقتصادية والدينية وكان من أبناء القبو من تخرج من الأزهر في العهد العثماني ومنهم الشيخ عبد القادر أحمد عبيد الله الذي كان زميلاً للحاج أمين الحسيني في الأزهر الشريف ولا ننسى الحياة الثقافية لأن كبار السن في فترة الانتداب البريطاني كانوا قد تعلموا القراءة والكتابة في العهد العثماني وهذه بحاجة إل حلقة كاملة ولم نتطرق إلى الحياة الصحية والأزياء الشعبية ولم نكتب شيئاً عن فترة الاحتلال والانتداب البريطاني وثورة عام (1936م) والنكبة وقصة الرحيل من القرية وآلام الهجرة وقساوتها وكانت قدمت القبو عدداً من الشهداء .
لذلك إن القبو بحاجة إلى كتاب قيم وليس إلى حلقة لأنها فعلا تستحق ذلك وعلى الشباب المثقف والمهتمين وكبار السن الاجتهاد لعمل هذا الكتاب والله الموفق .
وقبل الانتهاء أزجي شكري لأسرة مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس والتابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية التي دائماً تزودنا بقراءة الوثائق القديمة والقيمة ولا تبخل على أحد ، والشكر موصول إلى كل من أسرة مكتبة بلدية البيرة العامة ولأسرة مكتبة القطان في رام الله وذلك لجهد الجميع الصادق والمخلص في إعطاء المعلومة ومساعدتهم للباحثين والمهتمين وتيسير كل وسائل البحث الجاد وإلى اللقاء في بحث آخر إن شاء الله .