إعداد الباحث عباس نمر
عضو اتحاد المؤرخين العرب
الحنين إلى الماضي جزء من الحاضر الذي يعيشه الإنسان الفلسطيني ، واليوم يكون قد مضى على ذكرى النكبة (71) عاماً وبعدها جاءت النكسة واحتلال كامل للقدس والضفة الغربية والجولان وسيناء .
وإسرائيل تسعى بلا هوادة إلى طمس معالم التاريخ والجغرافية وهي مستمرة ولا زالت تصادر الأرض وتقيم المستوطنات وتحاصر القدس وترفض عودة اللاجئين والنازحين ، إنها أيام شاهدة على الاستهتار بالشعوب الضعيفة وإقصاء العدالة وتمجيد القوة .
واليوم في الذكرى الواحدة والسبعين للنكبة نؤكد أن الإنسان الفلسطيني ابن بيئته يحمل معه المكان بموجوداته وذكرياته ولا ولن ينسى أبناء هذا الوطن أينما رحلوا وحيثما حلوا الأرض … الأرض المباركة أعز ما يملكون.
واليوم تحدثكم بلدة دير القاسي التي بناها أجدادنا الكنعانيون منذ أكثر من (5000) سنة عن نفسها خصوصاً حول الفترة العثمانية ، ودير القاسي معشوقة مغروسة في الوجدان فواحة الخير الذي لا ينقطع تواصله ، ويبقى العبق موجوداً كمجد قديم حديث ، إنه شعور لا يوصف بل يمارس ممارسة فعلية ولا يعادله أي شعور لأجمل البلدان وأكثرها غنى وزينة ، أمير الشعراء أحمد شوقي فضل وطنه على جنان اسبانيا وجمال الأندلس حيث قال :
وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي
نعم إنها متعة الاتصال الحقيقي مع الأرض المباركة .
ونبدأ بالحديث عن بلدة دير القاسي وباختصار شديد من خلال الكتب والموسوعات الفلسطينية ومنها : الكتاب الموسوعي (الجغرافية التاريخية لفلسطين وشرق الأردن وجنوب سوريا) للعلامة شيخ الجغرافيين الدكتور كمال عبد الفتاح وزميله البروفيسور ديترهتروت ، ثم موسوعات وأطالس الدكتور سلمان أبو ستة وموسوعة بلادنا فلسطين للمرحوم مصطفى مراد الدباغ والكتاب الموسوعي كي لا ننسى للدكتور وليد الخالدي وكذلك الدكتور عبد القادر سطيح مدير مركز التراث التركي في رام الله (مركز يونس أمره) والسيد الأستاذ سعدي عثمان النتشة ، والخبير في الشؤون الإسرائيلية الأستاذ عليان الهندي الذي قام بترجمة عدد من الوثائق العبرية إلى العربية .
وكم كانت سعادتي باللقاء الذي جمعني مع ابن دير القاسي في آذار من هذه السنة الدكتور أحمد طالب سعيد معروف رئيس الجمعية الطبية الفلسطينية في اسبانيا وكان هذا اللقاء مفيداً حيث أوصلني عبر الهاتف مع السيد ابو الحكم أسعد العبد معروف من أبناء دير القاسي في لبنان الذي عاصر النكبة وتحدثنا معه طويلاً وزودني بمعلومات عن قريته وفي يوم الثلاثاء من الاسبوع الماضي كان اللقاء الثاني مع الدكتور أحمد طالب معروف قادماً من أسبانيا وتصفح ما كتبت عن قريته واتصل مباشرة مع أخيه معالي السيد نبيل طالب معروف سفير دولة فلسطين في كندا وسر مما كتبت عن قريته وأضاف بعض المعلومات ومن هنا من فلسطين أبعث بتحية إلى أهالي دير القاسي في المهجر والشتات قائلاً إن اللقاء مع الدكتور أحمد طالب معروف هو لقاء ايماني وحب ينبض بالحياة من تاريخ قرية دير القاسي واليوم عبر هذه الحلقة الموجزة والمختصرة تحدثكم دير القاسي عن نفسها صانعة من الرواية الشفوية والمكتوبة موجزاً ولا شيئ أخطر على الإنسان الفلسطيني من أن يكون جاهلاً بالتاريخ والجغرافيا ونحن أبناء هذه الأرض المباركة .
الموقع
(دير القاسي) قرية عربية فلسطينية كنعانية تقع في أقصى الشمال الشرقي من قضاء عكا وتتربع في أواسط الجليل الأعلى وهي أيضاً في الشمال الشرقي من مدينة عكا وهي على بعد (20) كيلومتراً منها وعلى بعد خمسة كيلومترات عن الحدود اللبنانية الفلسطينية ويقسم الشارع الرئيسي المعبد القرية إلى حارتين الشرقية والغربية هذا وقد نشأت حارة جديدة إلى الشرق من الحارة الشرقية فوق البركة ، ومعدل ارتفاعها عن سطح البحر (700) متر.
التسمية
لقد اختلفت الروايات عند المهتمين حول التسمية ، ومهما يكن أصل تسميتها أو معناها فإن قرية دير القاسي المعروفة منذ عدة عقود من الزمن هي القرية الموجودة حالياً في موقعها الجغرافي والطبوجرافي الذي بنيت فيه مساكن حمايل القرية منذ مئات السنين ، وهكذا توارثها الأحفاد عن الآباء والأجداد ، والذي بين أيدينا من وثائق منذ القرن السادس عشر يببن أن اسم القرية كان دير الوقاسية ، واليوم دير القاسي ، ما معناه أنه نفس الاسم .
المساحة والحدود
تبين من خلال الوثائق الفلسطينية أن أراضي دير القاسي مساحتها شاسعة لكن أراضيها في دوائر المساحة والطابو قبل النكبة كانت مشتركة مع أراضي قريتي فسوطه والمنصورة ومجموعها (34011) دونماً ولا يملك اليهود فيها شبراً من الأرض .
ويحدها من الشمال الشرقي قرية المنصورة ومن الشمال الغربي قرية فسوطه ومن الجنوب الغربي قرية سُحماتا ومن الشرق قرية حرفيش .
قرية دير القاسي في العهد العثماني
من خلال الوثائق العثمانية القديمة والوثائق العربية الموجودة بين أيدينا تبين لنا أن قرية دير القاسي عام 1596م كانت ناحية جبرة لواء صفد وعام 1872م كانت قرية عامرة وتشتهر بالأشجار المثمرة ، وعام 1904م أصبحت تتبع ناحية الجبل قضاء صفد ثم تحولت في فترة الانتداب البريطاني إلى قضاء عكا .
عدد البيوت المعمورة
في عام 1596م كانت البيوت المعمورة (77) بيتاً معموراً وفي فترة الانتداب البريطاني عام 1931م وصل عدد بيوت القرية إلى (169) بيتاً معموراً وعام النكبة 1948م كان عدد بيوتها (491) بيتاً .
عدد السكان
كان أهالي دير القاسي عام 1596م (474) نسمة وفي عام 1931م بلغ عدد أهالي دير القاسي (865) مسلماً منهم (450) ذكراً و(415) أنثى وعام 1948م كان عدد أهاليها (2668) نسمة ، واللاجئون من قرية دير القاسي عام 1998م (16384) نسمة أما المسجلون من نفس السنة حسب وكالة الغوث (6543) نسمة والمسجلون عام 2008م حسب وكالة الغوث (8386) نسمة لكن مجموع اللاجئين وفقاً لتقدير وكالة الغوث عام 2008م (22153) نسمة ، ويعني ذلك إن كان هذا الرقم صحيحاً أن كثير من أبناء دير القاسي لا يحملون بطاقة وكالة الغوث .
الحمائل والعائلات
كانت دير القاسي تعتبر من القرى بل من البلدات الكبيرة عام النكبة في تعداد الحمايل وقد أشتهرت فقط بأسماء الحمايل طبعاً ولكل حمولة عائلات ، ومن حمايل دير القاسي التي تمت معرفتها : معروف ، الصادق ، ظاهر ، حمود ، زيدان ، درويش ، العنيس ، الشولي ، مكية ، الشيخ طه ، الملك ، زللي ، البقاعي ، علوان ، الخطيب ، كساب ، عوده ، أورفلي ، حماده ، خشان ، سلامة .
المخاتير
كانت وظيفة المختار موجودة في قرية دير القاسي منذ إنشاء وظيفة المخترة تقريباً وذلك منذ عام (1887م) وفي الغالب كان يوجد للقرية مختاران مختار أول ومختار ثان ، ويتم اختيار المخاتير بالانتخاب ويجب أن يكون المختار من أصحاب الأخلاق الحسنة ويعرف القراءة والكتابة وأن يكون عمره فوق (30) سنة وكانت مهام المختار كثيرة منها الإبلاغ عن المواليد والوفيات وتسليم القتلة والمشاغبين إلى الحكومة ، وكان بيت المختار مجمعاً وملتقى رجالات القرية وكان مركز أصلاح في حل المشاكل وكان المسؤول عن المختار مدير الناحية ، وكان من مخاتير دير القاسي في فترة الانتداب البريطاني :
1ـ المختار غانم معروف .
2ـ المختار درويش الصادق وبعد وفاته عين المختار مجيد الصادق .
دير القاسي عام (1596م)
هذه الوثيقة من كتاب : ( الجغرافية التاريخية لفلسطين وشرق الأردن وجنوب سوريا في القرن السادس عشر ) لمؤلفه شيخ الجغرافيين العلامة الدكتور كمال عبد الفتاح وزميله البروفيسور الألماني ديترهيتروت وقد جاء في هذا الكتاب الموسوعي أن قرية دير القاسي عام (1596م) كانت تتبع ناحية جبرة في لواء صفد وكان عدد أرباب الأسر الدافعة لضريبة الزراعة في دير القاسي (77) منهم (15) من العزاب غير المتزوجين وكانت نسبة الضريبة الزراعية 25% ودفعت الضريبة الزراعية على القمح (3310) أقجات وكانت ضريبة الشعير (700) أقجة وضريبة بقية الحبوب (1210) أقجات وضريبة الأشجار المثمرة من زيتون وعنب وأشجار الفواكه (3500) أقجة وضريبة الماعز (786) أقجة ومعاصر الزيت (36) أقجة وكانت رسوم الزواج في تلك السنة (320) أقجة والأقجة عملة عثمانية قديمة صنعت من الفضة وكانت قيمتها غالية وعالية الثمن ، وفي بداية الدولة العثمانية كانت هي العملة المتداولة بين المواطنين خصوصاً في القرن السادس عشر والسابع عشر الميلادي ثم خفت قيمتها الشرائية في نهاية الدولة العثمانية .
المضافة أو الديوان
بعض حمايل دير القاسي يطلق على المضافة أو الديوان اسم منزول ، وفي القرية تقريباً لكل حمولة كبيرة منزول وأكبر منزول أو مضافة هي التي تخص المختار ، وهذه المضافة مساحتها كبيرة وفيها ناطور قائم على استقبال الضيوف وعابري السبيل والتجار ، وهي بناء خارج بيت المختار وبقية المضافات عبارة عن غرفة داخل بيت شيخ الحمولة ومن المضافات قبل النكبة :
1ـ مضافة المختار مجيد أو عبد المجيد الصادق .
2ـ مضافة المختار غانم معروف .
3ـ مضافة آل الظاهر .
4ـ مضافة أسعد معروف (رشراش) .
5ـ مضافة آل حمود .
المساجد
كان في القرية مسجدان : الأول ، مسجد في الحارة الشرقية وكان إمام المسجد الشيخ يوسف ظاهر وفي هذا المسجد كانت تقام الصلوات الخمس وصلاة الجمعة والعيدين .
والمسجد الثاني مسجد الحارة الغربية وتقام فيه صلاة الجمعة والجماعة والعيدين وكان إمام المسجد الشيخ محيي الدين الصادق ، وقد هدم هذان المسجدان ولم يعد لهما أثر ، وكانت المساجد في العهد العثماني مدارس للكتاب ، وكان كثير من كبار السن يلمون بالكتابة والقراءة .
المقامات
1ـ مقام أبو جوهر وهو بجانب المسجد الشرقي في القرية .
2ـ مقام أبو هليون ويقع في المنطقة الشمالية الشرقية من أراضي القرية في خربة تل الرويس وهو على تلة مرتفعة يقدر ارتفاعها (710) أمتار عن سطح البحر .
3ـ مقام المباركة ويقع بين الحارتين الشرقية والغربية .
المقبرة
يوجد في دير القاسي عدد من المقابر الصغيرة منها المندرسة وأهم المقابر التي كانت مستعملة :
1ـ المقبرة الإسلامية وهي تجاور القرية من الجهة الشمالية الشرقية .
2ـ مقبرة البركة وهي إلى الشرق مع انحراف قليل إلى الشمال من القرية وهي على بعد حوالي (400) متر تقريباً منها .
3ـ مقبرة البير وهي مقبرة صغيرة تجاور المقبرة الإسلامية .
4ـ مقبرة المزاريب وهي أقرب مقبرة إلى القرية من الجهة الشمالية .
التعليم
التعليم في دير القاسي بدأ منذ العهد العثماني في المساجد بالكتاتيب التي اعتمدت على تحفيظ القرآن الكريم والحديث والقراءة والكتابة ، ومع بداية عام (1932م) تقريباً كان الصف الأول ، وعام (1933م) أصبح هناك الصف الثاني ، أحدهما في الحارة الشرقية والثاني في الحارة الغربية ، ثم بنيت مدرسة حتى الصف السادس ولها ملعب وساحات كبيرة ، وكان ذلك عام (1943م) وكان يتعلم في المدرسة طلاب من قرية حرفيش المجاورة .
وكان أول مدرسي القرية الأستاذ محمود دغمان والأستاذ أبو سميح وهما من خارج القرية ، ومع بداية عام (1940م) أصبح معظم الأساتذة من نفس دير القاسي ، وكان في القرية مدرسون يعلمون في القرى المجاورة ، ومن معلمي المدرسة في القرية :
1ـ الأستاذ أحمد محمد الصادق ـ مدير .
2ـ الأستاذ محمود سعيد صالح .
3ـ الأستاذ نايف معروف .
4ـ الأستاذ عارف معروف .
5ـ الأستاذ فايق الصادق .
6ـ الأستاذ محمود مكية
7ـ الأستاذ توفيق أحمد الصادق .
8ـ الأستاذ عبد الرحيم إبراهيم معروف .
9ـ الاستاذ محمد رضا .
مدرسة خاصة للبنات
في عام (1947م) فتحت مدرسة أهلية خاصة للبنات وكانت مديرة المدرسة المعلمة حياة عبد الله عبد المجيد الصادق ، وقبل أن تفتح المدرسة كانت تدرس في ترشيحا ، وكان عدد الطالبات عام النكبة (22) طالبة .
خرب دير القاسي
يوجد في دير القاسي عدد من الخرب الأثرية المليئة بالآثار ومن هذه الخرب :
1ـ خربة جميليا وهي خربة صغيرة تقع إلى الشرق من أراضي القرية .
2ـ خربة المريجات وهي تقع إلى الغرب من القرية .
3ـ خربة قرحتا وهي تقع في شرق القرية وفيها معصرة زيت قديمة ومدافن منقورة بالصخر وصهاريج وأحجار من بقايا برج وتسمى أحجار المزولة .
4ـ خربة البيّار وهي إلى الجنوب الشرقي من القرية وبها جدران متهدمة وأرض مرصوفة بالفسيفساء .
5ـ خربة البير وهي أيضاً في الشمال الشرقي من القرية .
6ـ خربة تل الرويسي وترتفع عن سطح البحر (735) متراً ومن محتوياتها جدران متهدمة وأحجار مبعثرة وشقف فخار .
7ـ خربة فانس وهي غرب القرية بانحراف قليل إلى الشمال منها وفيها معصرة زيت قديمة وصهاريج ومدافن في الصخر وأسس جدران .
8ـ خربة القرشية (نسيبة) شمال شرق القرية .
9ـ خربة الخضرا وتقع في غرب أراضي القرية .
الحياة الاقتصادية
لقد كانت تربة الأرض في دير القاسي خصبة ، على الرغم من أنها جبلية وتعتمد على مياه الأمطار ، وكان أيضا في القرية عدد من الوديان المهمة مثل وادي الحبيس ويقع شمال القرية وكانت أراضيه تستثمر لبساتين الخضرة ، ثم وادي الحمام وهو شمال القرية وأراضيه بعد انتهاء الشتاء أيضاً تستثمر لزراعة البساتين ووادي القرن كان يستمر حتى نهاية الصيف وأحياناً طوال العام لوجود بعض العيون ومن عيون عين النجرة شرق القرية ، وكان قد بني على الوادي سبع طواحين للقمح وبعد عام النكبة (1948م) قام اليهود ببناء النواعير عليه .
لذلك كانت أراضي دير القاسي تشتهر ببساتينها رغم اعتماد الأهالي على الزراعة وفق الأساليب البسيطة الموجودة في تلك الفترة ، وتقسم المزروعات في القرية إلى شتوية مثل القمح والشعير والكرسنة والقطاني …إلخ وأخرى صيفية كالذرة والسمسم ، ولسعة أراضي الأهالي اهتموا بمقاثي البندورة والخيار والفقوس واهتموا كثيراً بزراعة الدخان الذي كان مصدر رزق لجميع أهالي القرية ، أما الأشجار المثمرة فكرومها كثيرة وأراضيها شاسعة مثل كروم التين والعنب والصبر واللوزيات والزيتون وجميع أنواع الخوخ والمشمش والدراق ، وأراضي القرية اشتهرت بأشجار غابتها وخصوصاً أشجار السنديان ، وكان سوق أهالي القرية الذي يبيعون فيه أكثر إنتاجهم الزراعي والخضراوات مشهوراً في مدينة عكا .
أما الثروة الحيوانية للقرية فكان لها وجودها ، حيث بلغ عدد رؤوس الماعز والغنم في نهاية الدولة العثمانية (8000) رأس وفي فترة الانتداب نقص إلى أكثر من النصف على الرغم من كثرة المراعي في أراضي القرية ، وكان يأتي إلى القرية الكثير من رعاة الأغنام لرعي أغنامهم ، أما الأبقار والبغال والجمال والحمير فكانت موجودة خصوصاً الأبقار والبغال من أجل الحراثة ، واستعملت الحمير والبغال والخيل كوسائط نقل بين القرى ، وكان لتربية الطيور الداجنة مثل الدجاج والحمام والبط والحبش نصيب عند أهالي القرية واهتموا بتربية النحل بالاضافة الى العسل البري .
قرى عكا
جاء في موسوعة بلادنا فلسطين للمؤرخ القدير المرحوم مصطفى مراد الدباغ في الجزء الثامن : (وفي العهد البريطاني اللعين وفي عام 1945م كان قضاء عكا يتألف من مدينة و(52) قرية وثماني عشائر وتسع مستعمرات يهودية .
والقرى هي : أبو سنان ، اقرت ، أم الفرح ، عمقا ، البصة ، بيت جن ، عين الأسد ، البقيعة ، الدامون ، دير الأسد ، دير حنا ، فسوطه ، دير القاسي ، المنصورة ، الغابسية ، الشيخ داود ، الشيخ دنون ، جت ، الجديدة ، جولس ، كابول ، كفر عنان ، كفر ياسيف ، كسر ، كويكات ، مجد الكروم ، المكر ، المنشية ، المزرعة ، معار ، نخف ، النهر ، الرامة ، الرويس ، سجور ، سخنين ، شعب ، سحماتا ، السميرية ، نمرة ، ترشيحا ، الكابري، أم الفرج ، يانوح ، الزيب ، المنوات ، يركا ،عرابه ، معليا ، تربيخا ، الرويس ، برعم ، التل .
أما العشائر فهي ، العرامشة ، والمليطات ، والحجيرات ، والرييات ، والسواعد ، والسويطات ، وشنيت وغيرها .
قرى قضاء عكا المهجرة عام (1948م)
القرى المهجرة على طريقة التطهير العرقي مثلما جاء في الكتاب الموسوعي للمؤرخ الدكتور وليد الخالدي هي : أقرت ، أم الفرج ، البروة ، البصة ، تربيخا ، التل ، خربة جدين ، خربة عربين ، الدامون ، دير القاسي ، الرويس ، الزيب ، سحماتا ، سروح ، السميرية ، عرب السمنية ، عمقا ، الغابسية ، الكابري ، كفر عنان ، كويكات ، معار ، المنشية ، المنصورة ، النبي روبين ، النهر .
كلمة لا بد منها
إن الحنين إلى قرية دير القاسي أرضاً وسهلاً وجبلاً وعيون الماء وغابات أشجار السنديان وطواحين الماء وأيام الربيع الجميلة والمقامات والأحواش والحارات والعلالي والمدرسة والمسجد ما هو إلا جزء من الحاضر الصعب والواقع الأليم الذي يعيشه أبناء دير القاسي المبعدون عن وطنهم الذي لفحته رمضاء الغربة بعيداً عن أرضهم على طريقة التطهير العرقي منذ (71) عاماً وحتى اليوم تاركين أعز ما يملكون ، الأرض مسقط الرأس وملعب الصبا والحنين إلى الماضي ما هو إلا جزء من الحاضر الذي يعيشه الإنسان الفلسطيني المبعد قصرياً عن وطنه وإن الوطن الذي لا يشغله شاغل وابن فلسطين لا ينام إلا وهو يحلم بالعودة (وما بضيع حق ووراءه مطالب) وما زالت الأمم المتحدة تعترف بحقوق أهل فلسطين لأن الفلسطينيين متمسكون بهذا الحق المقدس لكن أين التطبيق ؟!!! ولا شيء أخطر على الإنسان من أن يكون جاهلاً بالتاريخ وماضيه ونحن أبناء النكبة أبناء هذا الوطن .
إن قرية دير القاسي الطيب أهلها بحاجة إلى المزيد من الكتابة والحلقات والشرح والتفصيل وإن ما قدمناه في هذه الحلقة المختصرة جداً والمتواضعة ما هو إلا النزر اليسير الذي لا يفي قرية دير القاسي ولا أهلها حقهم وهي بحاجة إلى كتابة حلقات خصوصاً في التاريخ القديم والعادات والتقاليد والأفراح والأتراح والحياة الاقتصادية والدينية والثقافية والصحية والاجتماعية والأزياء الشعبية ولم نكتب شيئاً عن فترة الاحتلال والانتداب البريطاني وثورة عام (1936م) والنكبة وقصة الرحيل من القرية وآلام الهجرة على طريقة التطهير العرقي وقساوتها إن دير القاسي بحجمها بحاجة إلى كتاب قيم نفيس وليس إلى حلقات لأنها فعلا تستحق ذلك .
وقبل الانتهاء أزجي شكري لأسرة مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس والتابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية التي دائماً تزودنا بقراءة الوثائق القديمة والقيمة ولا تبخل على أحد ، والشكر موصول إلى كل من أسرة مكتبة بلدية البيرة العامة ولأسرة مكتبة القطان في رام الله وذلك لجهد الجميع الصادق والمخلص في إعطاء المعلومة ومساعدتهم للباحثين والمهتمين وتيسير كل وسائل البحث الجاد ومن هنا نهنئ (مؤسسة عبد المحسن القطان ـ المركز الثقافي) بإفتتاح المبنى الجديد في رام الله حي الطيرة وإلى اللقاء في بحث آخر إن شاء الله .