متحف خان البيرة عملٌ رائد ومميز بجمالية حب الوطن
خربة الشويكة بأرضها فسيفسائية تعود إلى الفترة البيزنطية
عوني شوامرة خبير الآثار : خرب البيرة الكثيرة شاهدة على عراقة
تاريخها القديم فمنها ما يعود إلى أربعة آلاف وخمسمائة سنة ق.م
إعداد الباحث عباس نمر
عضو اتحاد المؤرخين العرب
إن الأهتمام بإظهار الموروث الثقافي في هذا الوطن هو توثيق للتواصل بين العصور الماضية والحاضرة من أجل تحقيق المعرفة في عالم تقاربت أطرافه ، في ظل التقدم الذي هو من سمات العصر الحاضر ، وقد قال الشاعر قديماً :
ومن وعى التاريخ في صدره
أضاف أعماراً إلى عمره
ففي 27/7/2016م أفتتحت معالي وزيرة السياحة والآثار رُلى معايعة متحف خان البيرة بحضور عطوفة الدكتورة ليلى غنام محافظ رام الله والبيرة ، والمهندس فوزي عابد رئيس بلدية البيرة ، وممثلة عن وزارة الأوقاف ، ومدير عام أوقاف رام الله والبيرة ، وعدد كبير من الشخصيات الرسمية والوطنية والمهتمين ، وقد تمَّ خلال الحفل توزيع الكتاب القيم : (تاريخ البيرة ومعالمها الأثرية) للمؤلف خبير الآثار الاستاذ عوني شوامرة كانت وزارة السياحة والآثار قامت بطباعة هذا الكتاب الذي بلغت صفحاته (256) صفحة من القطع الكبير.
وبعد تصفحي طويلاً للكتاب بهرت بقيمته الأثرية والتاريخية ، وقررت أن أكتب ولو شيئاً قليلاً عن خربة شويكة في مدينة البيرة ، لأن مراسل إحدى الفضائيات المحلية عندما سألني عن خربة شويكة أجبته باختصار ، فقال الحمد لله الذي وجدتك للحديث عنها وإرتأيت أيضاً أن أكتب عن متحف خان البيرة ، فأنطلقت يوم الأحد 20/8/2016م لأجل زيارة المتحف حيث وصلت الساعة الثامنة والربع صباحاً وكان في استقبالي موظفو متحف خان البيرة من وزارة السياحة والآثار ومنهم الأستاذ باسم ابراهيم عطا شقير رئيس قسم النشاطات والتدريب في الإدارة العامة للتقنيات والمتاحف في وزارة السياحة والأستاذ شفيق حسن شبانه أمين متحف البيرة وما هي إلا لحظات حتى وصل إلى المتحف الخبير ومنقب الآثار الأستاذ عوني شوامرة مدير دائرة التسجيل للمواقع الأثرية في وزارة السياحة .
ثم قمت بمرافقتهم في جولة داخل المبنى في الطابق الأرضي وأعجبت به وبالتحف الأثرية الموجودة في المتحف خصوصاً بالصورة الملونة الكبيرة الملصقة في الجهة الشرقية من المبنى وعليها بعض المواقع الأثرية في مدينة البيرة ، وشاهدنا كثيراً من الفخاريات والجرار المأخوذة من خرب البيرة أثناء التنقيب ، ثم زودوني ببروشور صغير يوزع في المتحف فيه الكثير من الفائدة وجاء فيه : التعريف بمدينة البيرة باختصار ، ثم الأهمية التاريخية للمبنى ( المتحف ) وكذلك كلمات مختصرة عن المتحف كمركز للتراث الثقافي وأخيراً برنامج المتحف وساعات الدوام ومما جاء فيه :
لمحة تاريخية عن مدينة البيرة
تقع مدينة البيرة على بعد ستة عشر كيلومتراً شمال مدينة القدس وعلى الطريق الرئيس الذي يربط القدس بمدينة نابلس ، وترتفع (860) متراً عن سطح البحر ـ وقد اشتقت تسمية البيرة بهذا الاسم من الاسم الكنعاني (بئروت) والتي تعني بئر الماء ، وأطلق عليها اسم (بيرتا) خلال العصر الروماني وتعني القلعة ، وكانت إحدى المواقع الرئيسية خلال فترة الحروب الصليبية (الفرنجة) ، وعرفت في البداية باسم محمورية ، ثم تغير اسمها إلى ماجنا محمورية ، والتي تعني منطقة التعبد الكبرى وذكرت البيرة بهذا الاسم خلال الفترة الأيوبية .
تعود أقدم دلائل السكن البشري في البيرة إلى العصر الحجري الناسي والذي يعود إلى حوالي (4500) ق.م . وتمثل ذلك في تل النصبه ورأس الطاحونة ، وتعاقبت على البيرة الحضارات والعصور المختلفة ، منها : العصر البرونزي والعصر الحديدي والعصر الفارسي والهيلينستي الروماني والبيزنطي والإسلامي حتى يومنا هذا.
الأهمية التاريخية للمبنى
يعود تاريخ المبنى الى الفترة الصليبية (1099-1187) وهو جزء من المباني الجنوبية للموقع الذي أقيم خلال الفترة الصليبية وكان هذا المبنى يتبع لأملاك الاستبارية ، حيث أطلقوا عليه اسم كوريا بمعنى مركز ادارة الحكم ، أي أشبه بمجلس مشرع للقوانين ، وحسب الوثائق الصليبية عام 1151م فقد تم تعيين قاض في البيرة يدعى ارنولفس جوري يقوم على رأس المحكمة التي كانت تعقد في البناية المركزية مع وجود ممثل من كنيسة القيامة ، استخدم المبنى كخان في الفترة الاسلامية المتأخرة لاستراحة المسافرين والتجار والحجاج ، وقد عرف باسم خان البيرة لوقوعه على طريق القوافل الذي يربط القدس بمدينة نابلس .
شيد المبنى بالحجارة المشذبة المقامة على الطراز الرومانسكي الذي كان شائعاً في الفترة الصليبية وكان مستطيل الشكل ، وأبعاده (60م×45م) ، تعرض المبنى للتدمير بفعل العوامل الطبيعية التي أثرت على شكله وحجمه ، أما الجزء المتبقي منه حالياً فأبعاده حوالي (16م×14م) ويتكون من سلسلة من الأقواس المدببة التي تعلوها العقود المتقاطعة .
المتحف
يعتبر متحف خان البيرة مركزاً للتراث الثقافي ويسهم في حفظ وإدارة التراث الثقافي لمدينة ومنطقة البيرة ، ولقد جهز المبنى ليخدم عدة أغراض في نفس الوقت حيث ، يحتوي على عرض متحفي دائم لأهم المكتشفات الأثرية في مدينة البيرة والمعروضات مقسمة وفق المواقع الأثرية التي اكتشفت فيها ، بالإضافة إلى وجود قاعة متعددة الأغراض وقسم المختبرات وورش العمل .
برنامج المتحف
يستهدف المتحف زوار المدينة وطلاب المدارس المحليين وفئة الشباب على وجه التحديد ويقدم برامج تعليمية تهدف إلى تزويد الطلاب بثروة من المعلومات عن التراث الثقافي في إطار المناهج المدرسية الوطنية وتشمل هذه البرامج :
- استقبال زيارات تعليمية للمتحف .
- عرض أفلام وثائقية لمواقع التراث العالمي .
- ورش عمل حول صناعات الفخار والفسيفساء ومواد أخرى مرتبطة بالمنهاج الدراسي .
- محاضرات يقدمها خبراء محليون ودوليون عن المواقع الأثرية والتراث الثقافي .
- يقدم المتحف برامج لا منهجية موجهة للمجتمع عامة .
هذا ما جاء في البروشور الصادر عن وزارة السياحة والآثار وهو باللغة العربية والإنجليزية .
ولأهمية ( متحف خان البيرة ) ومن أجل زيادة في المعلومة توجهت بالسؤال إلى الأستاذ عوني الشوامرة حول ماضي وتاريخ هذا المتحف فقال :
متحف خان البيرة يقع إلى الشرق من شارع المغتربين ، وإلى الجنوب من مدرسة خوله بنت الأزور ، بمساحة (16×14) متراً ، و يعود تاريخ المبنى إلى الفترة الصليبية ، وقد أطلق عليه حينها اسم كوريا (curia) ، بمعنى البناية المركزية التي كانت تُعقد بها المحاكم الصليبية ، وقد كانت أشبه بمجلس مشرع للقوانين ، كما هو الحال في مجال القرى والبلدات والمدن الأوروبية ، وإذا دعت الضرورة لمسألة محددة فإنهم كانوا يفرزون قاضياً أو حاكماً (Jury) كما هو الحال في هيئة المحلفين في أوروبا ، وكان يسمى العضو فيها بإسم (Jurati) ، عام 1151م عرف قاضٍ بالبيرة كان يدعى (Arnulfus Jurati) وكان على رأس المحكمة التي كانت تعقد مع ممثل من كنيسة القيامة.
خلال الفترة المملوكية أعيد تأهيل واستخدام البناية المبنى كخان ، وهو المكان الذي يأوي إليه المسافرون والحجيج والتجار ليستريحوا فيه حيث يوفر المبيت لهم ولحيواناتهم ، لقد واكبت تأسيس وإنشاء الخانات والفنادق حركة التجارة المملوكية لتي ساهمت في ازدهار بلاد الشام ومصر وأصبحت تتمتع بدرجة عالية من الثراء ، وتواصل استخدام الخان من الفترة المملوكية حتى الفترة العثمانية ، كاستراحة على الطريق الواصل مابين القدس ودمشق ، وذلك من خلال تتبع الرحالة والحجيج والزوار والتجار ممن سلكوا طريق القدس- دمشق ، وكانوا يتوقفون في البيرة فوصفوها ، وبعضهم وصف مبنى الخان ثم هجر المبنى لفترة طويلة ، وقد سارعت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية بتنظيف المكان وتأهيله بهدف استخدامه المبنى كمتحف.
خان البيرة قبل الترميم
ويتكون المتحف من صالة كبيرة تُعرض فيها المواد الأثرية التي استخرجتها طواقم الوزارة خلال الحفريات ، وتضم تلك اللقى أواني فخارية من جرار وأسرجة وصحون ، إضافة لقوارير زجاجية وخرز ومواد معدنية مثل العملة ، وهي معروضة حسب التسلسل الزمني ، ويوجد في المتحف صالة تستخدم كمختبر لتنظيف المواد المعدنية ومكان مخصص للتدريب على تقنية تصنيع الفسيفساء ، علاوة على وجود مكان خاص للمحاضرات والأفلام الوثائقية.
وبعد الانتهاء من زيارة متحف خان البيرة انطلقنا إلى خربة الشويكة الواقعة شرق عين أم الشرايط في خلة القرعان ، وما أن وصلنا إلى الخربة فإذا هي أطلال قديمة ، آثارها واضحة ، فعلاً إنها ارث حضاري وإذا بي أسأل المنقب عن الآثار الباحث عوني شوامرة عن عدد الخرب والمواقع الأثرية في مدينة البيرة فقال : تعتبر مدينة البيرة من المدن المهمة في فلسطين لوفرة المناطق الأثرية فيها ومن هذه المناطق.
1ـ تل النصبة .
2ـ خربة الشويكة .
3ـ راس الطاحونة .
4ـ خربة الردانة .
5ـ خربة البرج .
6ـ خربة الشيخ صالح .
7ـ خربة عطار .
8ـ خربة نسية .
9ـ خربة السلامية .
10ـ خربة خلة صبيحة .
11ـ خربة أم الشرايط .
12ـ خربة الشيخ شيبان الشرقية .
13ـ خربة الجبارة .
14ـ خربة عين القصعه .
15ـ خربة دبيدة .
16ـ خربة جبل قرطيس الغربية .
17ـ خربة جبل قرطيس الشرقية .
18ـ خربة الشيخ شبان الغربية .
19ـ خربة عين العقدة .
20 ، خربة ( الأشه ) أو العشي .
وهذه الأماكن الأثرية من العصر الحجري النحاسي من (4500) سنة قبل الميلاد مروراً بالعصر البرونزي المبكر والوسيط والمتأخر ثم العصر الحديدي والبابلي والفارسي والهلينستي والروماني والبزنطي ولا ننسى أن مدينة البيرة فيها آثار منذ الفترة الإسلامية المبكرة والفترة الصليبية والفترتين الأيوبية والمملوكية وأيضاً يوجد في الخرب آثار من الفترة العثمانية .
وأكد شوامرة أن كل ما أتحدث فيه هو ما ينسجم مع الرواية الفلسطينية والعلمية البعيدة عن القصص والروايات .
خربة الشويكة
سؤال : الأستاذ عوني شوامرة عرّف القارئ الكريم بخربة الشويكة في البيرة ؟
جواب : خربة الشويكة أو السويكة ( Khirbet Suweika) ،تقع على بعد (600م) إلى الغرب من تل النصبة ، وترتفع (800م) عن سطح البحر ، وتبعد عن المصدر المائي الدائم (النبع) عين أم الشرايط بضع مئات من الأمتار جهة الشرق ، مع نهاية العام 1935م ، عمل الدكتور بادران (D. Baderan) بعض الخنادق في خربة الشويكة ، وقد تم الكشف عن أرضية فسيفسائية للكنيسة ، تمت تغطيتها لحفظها من التدمير ، وفي عام 1951م زار باجاتي (Bagatti) خربة الشويكة فذكر أنه في الجهة اليمنى من موقع الخربة يوجد بقايا غرف ، وفي الجهة اليسرى يمكن رؤية بقايا فناء كنيسة وغرفة صغيرة ( غرفة ملابس للكهنة وهي غرفة مقدسة) ، كذلك فقد وصف بقايا الفسيفساء بالكنيسة بألوانها المختلفة ، منها الأحمر ، والأسود والأبيض وقد ثبتت على طبقة من الجير الأبيض ، إضافة إلى وجود بقايا كسر فخار تعود إلى الفترة البيزنطية ، وفي مطلع التسعينات جرى مسح اثري في الموقع ، حيث أظهرت الدلائل الأثرية أن الموقع يعود بتاريخه إلى الفترة الهلنيستية والفترة الرومانية والفترة البيزنطية والفترة الاسلامية المبكرة.
أما الحفريات الحديثة التي أجراها المعهد العالي للآثار الإسلامية – جامعة القدس في خربة الشويكة ــ وقد شاركت بالعديد من مواسم الحفريات سواء من خلال مشاركتي كطالب ماجستير في الموقع أو كممثل للوزارة السياحة والآثار ــ فقد تم خلالها الكشف عن بقايا معمارية وبقايا فخارية تعود إلى الفترة البيزنطية المتأخرة والفترة الإسلامية المبكرة .
سؤال : ما هي أهم الآثار الموجودة في هذه الخربة ؟
جواب : أهم المعالم الأثرية في خربة الشويكة
الكنيسة ، وتقع على الجهة الجنوبية الشرقية للبناء الضخم ( الدير ) ، يتبع مخطط الكنيسة نظام البازيليكا ((Basilica ، وتبلغ أبعادها (27.7 × 11.4) م ، ويتكون المبنى من ثلاثة ممرات وهي صحن الكنيسة في الوسط ورواقين على طوال امتداد الصحن من كل جانب ، ويتم الدخول إليها من خلال باب بعرض 70سم يقع في الجهة الغربية ، ويتقدم المدخل أرضية مرصوفة ببلاطات حجرية ، بالإضافة لبئر ماء بعمق (4م) ، تم الكشف أيضا عن قواعد أعمدة وبعض أجزاء من الأعمدة التي كانت تقوم عليها العقود التي كانت يقوم عليها سقف الكنيسة ، وفي الزاوية الشمالية الشرقية للكنيسة أقيمت غرفة ( مصلى – ( Chapel أبعادها (13.4 ×7.8 ) م خصصت كمخزن للأدوات المتعلقة بطقوس العبادة التي كانت تمارس في ذلك الوقت.
سؤال : من خلال حديثك قلت إن في الخربة معصرة عنب حدثنا عنها ولو بالشيء القليل ؟
جواب : معصرة العنب تقع على السفح الشرقي للخربة ومتاخمة لمبنى الكنيسة من الجهة الجنوبية ، وتبلغ مساحة المعصرة (160م2) وهي تتكون من ساحة وسطى مرصوفة بالفسيفساء البيضاء يتوسطها حجر مثقوب ( قاعدة المكبس ) ففي الجهة الغربية من الساحة الوسطى تقوم ثلاث حجرات رصفت أرضياتها بالفسيفساء البيضاء ترتبط بقنوات مع أحواض التجميع ، وفي الجهة الجنوبية توجد أربع حجرات ، وفي الجهة الشرقية ثلاث حجرات ، وفي الجهة الشمالية أنشئت البركة الرئيسة للتجميع
خربة الشويكة : معصرة العنب
سؤال : ما هي الآثار الاسلامية التي وجدت في هذه الخربة ؟
جواب : أظهرت نتائج الحفريات التي قام بها المعهد العالي للآثار الإسلامية – جامعة القدس بقايا أثرية تمثل الفترة الإسلامية المبكرة ، وقد تركزت في المنطقة السكنية التي أقيمت على أنقاض ساحة الدير ، وقد عثر فيها على أوانٍ فخارية وأيادي جِرارٍ فخارية ظهرت عليها أختام مختلفة ، ومنها وأهمها عبارة الله أحد ، وتعود جميعها للفترة الاسلامية المبكرة.
سؤال : كان يوجد في الخربة مقبرة أين تقع ؟
جواب : تقع المقبرة على بعد عدة أمتار جنوب الخربة ، وتمتد على عدة دونمات ، حيث اقيمت عليها المباني السكنية بالإضافة إلى مدرسة ام الشرايط ، وقد قمت بالتنقيب بالمقبرة من خلال وزارة السياحة والآثار وطواقمها ، حيث تم الكشف عن الكثير من اللقى الأثرية والمرفقات الجنائزية في تلك المقابر وهي الآن معروضة داخل متحف خان البيرة هذا ، وتقوم حاليا وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع بلدية البيرة بعمل الخطط من اجل استكمال الحفر الأثري وتنظيف الموقع من اجل تأهيله كحديقة أثرية مفتوحة للجمهور.
وأخيراً
وأخيراً أجد من حق أهل البيرة الطيبين أن أهدي لهم جميعاً هذه الحلقة الممتعة حول متحف خان البيرة وخربها الشاهدة على عراقة تاريخ بلدهم القديم الذي يشير إلى أهمية هذه المدينة ودلالة تاريخها الحافل بالمعلومات حول ما تحتويه من آثار حضارية قديمة ، ومن ضمن هؤلاء الأهل الأحباب أهدي هذه الحلقة إلى طيب الذكر المرحوم خالد محمد طالب أبو محمد ووالديه المرحومين وإلى الأختين الفاضلتين الحاجتين حليمة (أم محمد) وسميحة (أم طالب) وإلى وليد محمد طالب (أبو طالب) وكل أبناء وطننا العزيز .