فذكر إن نفعت الذكرى
شــــذرات
الشيخ عباس نمر
وزارة الأوقاف والشؤون الدينية
ـــــــــــــــــــــــــــــ
القاتل تسعا وتسعين نفس
جاء في الحديث الصحيح عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَنَّ نَبِيَّ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْساً. فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ فَدُلَّ عَلَىٰ رَاهِبٍ. فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْساً. فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: لاَ. فَقَتَلَهُ. فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً. ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ. فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ. فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ؟ انْطَلِقْ إِلَىٰ أَرْضِ كَذَا وَكَذَا. فَإِنَّ بِهَا أُنَاساً يَعْبُدُونَ اللّهَ فَاعْبُدِ اللّهَ مَعَهُمْ. وَلاَ تَرْجِـعْ إِلَىٰ أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ. فَانْطَلَقَ حَتَّىٰ إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ. فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ. فَقَالَتْ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ: جَاءَ تَائِباً مُقْبِلاً بِقَلْبِهِ إِلَىٰ اللّهِ. وَقَالَتْ مَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ: إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْراً قَطُّ. فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيَ. فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ. فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الأَرْضَيْنِ. فَإِلَىٰ أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَىٰ، فَهُوَ لَهُ. فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَىٰ إِلَىٰ الأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ. فَقَبَضَتْهُ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ».
من هدي النبوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 أعبد اله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، واعدد نفسك في الموتى وإياك ودعوة المظلوم فإنها تستجاب، ومن استطاع منكم أن يشهد الصلاتين العشاء والصبح ولو حبوا فليفعل ).
الحكمة سلم العلو
دخل العالم أبو العيالة وهو من حكماء العرب على عبد الله بن عباس رضي الله عنه ، فأقعده جنبه على السرير ، واقعد رجالاً من قريش تحته ، فرأى سوء نظرهم إليه وحموضة وجوههم ، فقال أبو العيالة: ما لكم تنظرون إلي نظر الشحيح إلى الغريم المفلس ؟
هكذا الأدب يشَرِفُ الصغير على الكبير ، ويرفع المملوك على المولى ، ويقعد العبد على الأسرة .
فقال أحد الجلساء وكان مسروراً لقدوم أبو العيالة : لقد قالوا الحكمة سلم العلو ، فمن عدمها عدم القربة من ربه.
وقال أبو العيناء منشداً للجاحظ هذه الأبيات بعد سماع تلك القصة :
يطيب العيش أن تلقى حكيماً | غذاه العلم والنظر المصيب |
فيكشف عنك حيرة كل جهل | وفضل العلم يعرفه الأريب |
سقام الحرص ليس له شفاء | وداءا لجهل ليس له طبيب |
أكثر السرور
سئل ذو القرنين فقيل له ، أي شيء من ممتلكاتك أنت به أكثر سروراً ؟ قال شيئان العدل والإنصاف ، والثاني أن أكافئ من أحسن ألي بأكثر من إحسانه .
تعظيم المعلم
قيل لحكيم ما بال تعظيمك لمعلمك أشد من تعظيمك لأبيك ؟ قال لأن أبي كان سبب حياتي الفانية ، ومعلمي سبب حياتيا لباقية .
اللهم
اللهم أنت قيوم الأرض والسماء قادر قريب فعال لما تريد ، من علينا بخير قضائك وقدرك ، وأصرف عنا شر جميع خلقك ، اللهم أنت القاهر المانع الغالب الذي لا يضر مع قدرتك شيء في الأرض ولا في السماء ، أنت السميع العليم برحمتك يا أرحم الراحمين .
الرجل الذي كان يداين الناس
جاء في الحديث الصحيح عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «كان تاجِرٌ يُداينُ الناسَ، فإذا رأَى مُعسِراً قال لِفتيانهِ: تجاوَزُوا عنهُ لعلَّ الله أن يَتجاوَزَ عنّا، فتَجاوَزَ الله عنه». ، وجاء أيضاً عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : «حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ. فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ. إلاَّ أَنَّهُ كَانَ يُخَالِطُ النَّاسَ، وَكَانَ مُوسِراً، فَكَانَ يَأْمُرُ غِلْمَانَهُ أَنْ يَتَجَاوَزُوا عَنِ الْمُعْسِرِ، قَالَ: قَالَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ. تَجَاوَزُوا عَنْهُ».
هلاك المرء
قال الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما : هلاك المرء في ثلاث : الكبر والحرص والحسد ، فالكبر هلاك الدين وبه لعن ابليس ، والحرص عدو النفس وبه أخرج آدم من الجنة ، والحسد رائد السوء ومنه قتل قابيل أخاه هابيل .
سبعة
قال أهل التصوف سبعة لا ينبغي لذي لب ( عقل ) أن يشاورهم ( الجاهل ، الحسود ، الجبان ، العدو ، البخيل ، ذو هوى ، المرائي )
فإن الجاهل يضل ، والحسود يتمنى زوالا لنعمة ، والجبان من دأبه الهرب ، والعدو يريد الهلاك لك ، والبخيل حريص على جمع المال فلا رأي له في غيره ، وذو الهوى أسير هواه فهو لا يستطيع مخالفته ، والمرائي يقف مع رضاء الناس .
خصال
قال حكيم : في الأطفال خصال ، لو كانت في الكبار لسعد حالهم هي : لا يغتمون للرزق ويخافون بأدنى تخويف ويسارعون الى الصلح ، وإذا تخاصموا لم يتحاقدوا ، ويأكلون الطعام مجتمعين فرحين ، وإذا مرضوا لم يشكوا من خالقهم ، وتدمع أعينهم بصدق ، والبراءة في قلوبهم ووجوهم وقولهم وفعلهم .
الحلم
قال حكيم يوصي أبنه : يا بني عليك بالحلم .
فقال ولده : وما درجاته ؟
قال : الصمت والإغضاء / والصبر والتصبر ، الرضا ، العزم ، التثبت ، المعرفة ثم اليقين .
قلة الكلام
قال الزاهد ثابت بن قرة يرحمه الله : الراحة في أربعة : أولها راحة الجسم في قلة الطعام ، وراحة الروح في قلة الآثام ، وراحة القلب في قلة الاهتمام ، وآخرها راحة اللسان في قلة الكلام .
قطوف
قال إبراهيم بن الجنيد يرحمه الله : أشياء ينبغي للشريف أن يأنف منها ، وإن كان أميراً : قيامه من مجلسه لأبيه ، وخدمته لضيفه ، وخدمته لعالم يتعلم منه ، والسؤال عما لا يعلم ، وقيامه على فرسه وإن كان له مئة عبد .
اللهم
اللهم غني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء .
عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم (كلمات الفرج : لا أله إلا الله الحليم الكريم ، لا اله إلا الله العلي العظيم ، لا أله إلا الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ) .
الحسن سيد الناس بالبصرة
دخل محمد بن أبي علقمة على عبد الملك بن مروان فقال له : من سيد الناص بالبصرة؟ قال : الحسن ، قال : مولى أم عربي ؟ قال : مولى ، قال : ثكلتك أمك ، مولى ساد العرب ؟ قال : نعم ، قال : بم ؟ قال : استغنى عما في أيدينا من الدنيا وافتقرنا إلى ما عنده من العلم ، قال صفه لي ، قال : أخذ الناس لما أمر به وأتركهم لما نهى عنه .
كاد العلماء يكونون أرباباً
لما وقعت الفتنة بالبصرة رضوا بالحسن فاجتمعوا عليه وبعثوا إليه ، فلما أقبل قاموا ، فقال يزيد بن المهلب : كاد العلماء يكونون أرباباً ، أما ترون هذا المولى كيف قام له سادة العرب ؟ .
من الناس
قال ابن المبارك : سألت سفيان الثوري من الناس ؟ قال : العلماء ، قلت : من الأشراف ؟ قال : المتقون : قلت : من الملوك ؟ قال الزهاد ، قلت : من الغوغاء؟ قال : القصاص الذي يستأكلون أموال الناس بالكلام ، قلت : من السفلة ؟ قال : الظلمة .
كل إنسان يعطي مما عنده
مر عيسى عليه السلام ببعض الخلق فشتموه ، ثم مر بآخرين ، فشتموه فكلما قالوا شراً قال خيراً فقال له رجل من الحواريين : كلما زادوك شراً زدتهم خيراً كأنك انما تغريهم بنفسك وتحثهم على شتمك ، فقال : كل إنسان يعطي مما عنده .
خصال المروءة
قال أهل التصوف للمروءة عشر خصال ولا مروءة لمن لم يجتمعن فيه : الحلم ، الحياء ، صدق الحديث ، ترك الغيبة ، حسن الخلق ، العفو عند المقدرة ، بذل المعروف ، انجاز الوعد ، كتم السر ، حفظ الإخاء مع زيارة الأرحام .
اللهم
اللهم إني أسألك من الخير كله : عاجله وآجله ، ما علمت منه وما لم أعلم ، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ، ما علمت منه وما لم أعلم ، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك ، وأعوذ بك من شر ما عاذ منه عبدك ونبيك ، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل ، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيراً .
جاء في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سابيل ) وكان ابن عمر رضي الله عنه يقول : إذا امسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك .
الابتلاء بالمنصب
يروى أن خليفة المسلمين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لما ولي الخلافة ، دعا سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ومحمد بن كعب ، ورجاء بن حيوة ، فقال لهم : ( اني قد ابتليت بهذا البلاء فأشيروا علي ) فعد الخلافة بلاء ، فقال له سالم : إن أردت النجاة غداً من عذاب الله ، فليكن كبير المسلمين عندك أباً وأوسطهم عندك أخاً ، وأصغرهم عندك ولداً ، وأكره لهم ما تكره لنفسط ، مت متى شئت .
الغنى غنى العقل
روي أن أعرابياً سأل اهل البصرة : من سيدكم ؟
قالوا : الحسين ، قال : بم سادكم ؟
قالوا : احتاج الناس الى علمه واستغنى هو عن دنياهم .
بين عالم وجاهل
سئل أحد العلماء وهو على المنبر عن مسألة فقال لا أدري .
فقيل ل ه : ليس المنبر موضع جهل .
فقال : إنما علوت بقدر علمي ، ولو علوت بقدر جهلي لبلغت السماء .
متى يكون النصح توبيخاً ؟
سئل الإمام الشافعي رضي الله عنه ، كيف تكون النصيحة ، فقال بها شعراً :
تعهدني بنصحك في انفرادي | وجنبني النصيحة في الجماعة |
فإن النصح بين الناس نوع | من التوبيخ لا أرضى استماعه |
اللهم
اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك .
قال الله تعالى :{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (186) سورة البقرة .
علمني
قال رجل لمعاذ بن جبل رضي الله عنه : علمني ، وقال : وهل أنت مطيعي ؟ قال إني على طاعتك لحريص ، قال :صم وأفطر ، وصل ونم واكتسب ولا تأثم ، ولا تموتن إلا وأنت مسلم .
الإنسـان
عن أبي الأحوص قال : افتخرت قريش عند سلمان ، فقال سلمان : لكني خلقت من نطفة قذرة ، ثم أعود جيفة منتنة ثم يؤدي بي إلى الميزان فان ثقلتْ فأنا كريم ، وإن خفتْ فأنا لئيم .
أربعة
أربعة من علامات اللؤم : إفشاء السر ، واعتقاد العذر ، وغيبة الإخوان ، وإساءة الجوار .
جماع الحكمة
سئل أحد الحكماء : ما المروءة؟ قال : ترك ما لا يعنيك ، قيل : فما الحزم؟ قال : انتهاز الفرصة ، قيل: فما الحلم؟ قال : العفو عند المقدرة ، قيل : فما الشدة؟ قال : ملك الغضب ، قيل : فما الخُرق؟ قال : حبٌ مُغرق وبُغض مُفرط .
أصبت وأخطأت
قيل : كان يجلس إلى أبي يوسف ((القاضي)) رجل فيطيل الصمت ولا يتكلم ، فقال له ابو يوسف يوماً : ألا تتكلم ؟
فقال : بلى ، متى يفطر الصائم ؟ قال إذا غابت الشمس ، قال : فإن لم تغب ؟ الى نصف الليل , كيف يصنع؟ فضحك أبو يوسف وقال : أصبت في صمتك ؟ وأخطأت انا في استدعائي نطقك وأنشد:
عجبت لإزراء الغبي بنفسه
وصمت الذي كان بالقول اعلما
وفي الصمت ستر للغبي وإنما
حقيقة لب المرء أن يتكلما
اللهم
اللهم أكثر مالي وولدي وبارك لي فيما أعطيتني وأطل حياتي على طاعتك وأحسن عملي واغفر لي .
كفى بالله شاهداً أو كفيلاً
جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنه «عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنهُ ذَكَر رجُلاً مِن بني إِسرائيلَ سألَ بعضَ بني إسرائيلَ أن يُسْلِفَهُ ألفَ دينارٍ فقال: ائتِني بالشُّهَداءِ أشهدُهم، فقال كفى بالله شَهيداً. قال: فائتِني بالكَفيل، قال: كفى بالله كَفيلاً. قال: صَدقتَ، فدَفعَها إِليه إلى أجلٍ مُسَمّى. فخرجَ في البحرِ فقَضى حاجتَهُ ثمَّ التمسَ مَركباً يركبُها يَقدَمُ عليهِ للأجَلِ الذي أجَّلَهُ فلم يَجدْ مَركباً، فأخَذَ خشبةً فنَقَرَها فأدخلَ فيها ألفَ دِينارٍ وصحيفةً منهُ إلى صاحبهِ، ثمَّ زَجَّجَ مَوضِعَها، ثمَّ أتى بها إلى البحرِ فقال: اللّهمَّ إنكَ تَعلمُ أني كنتُ تَسلَّفتُ فلاناً ألفَ دِينارٍ فسألني كفيلاً فقلتُ كفى بالله كفيلاً، فرَضيَ بكَ. وسألني شَهيداً فقلتُ كفى بالله شهيداً، فرضيَ بك. وإني جَهَدْتُ أن أجدَ مَركباً أبعثُ إليه الذي له فلم أقدِرْ، وإني أستودِعُكَها. فرمى بها في البحرِ حتى وَلَجتْ فيه، ثمَّ انصرَف وهو في ذلك يَلتمِس مَركباً يَخرُجُ إلى بلدِه، فخرَجَ الرجُلُ الذي كان أسْلَفهُ يَنظُرُ لعلَّ مَركباً قد جاء بمالهِ، فإذا بالخشبةِ التي فيها المالُ، فأخَذَها لأهلهِ حَطَباً، فلما نَشرَها وجَدَ المالَ والصحيفةَ، ثمَّ قدِمَ الذي كان أسلفَهُ فأتى بالألفِ دِينارٍ فقال: والله مازلتُ جاهداً في طلبِ مَركبٍ لآتيكَ بمالكَ فما وجدْتُ مركباً قبلَ الذي أتيتُ فيه. قال: هل كنتَ بَعثتَ إليَّ بشيءٍ؟ قال: أُخبِرُك أني لم أجِدْ مركباً قبلَ الذي جئتُ فيه. قال: فإنَّ الله قد أدَّى عنك الذي بعثتَ في الخشبةِ، فانصرفْ بالألفِ الدينارِ راشداً».
تقوى الله
قال رجل عمر بن عبد العزيز رحمه الله : نحن بخيرٍ ما أبقاك الله .
فقال له : أنت بخير ما اتّقيت الله تعالى .
الرضا بالقضاء
مرض ولد القاضي شريح فجزع عليه جزعاً شديداً ، فلما مات انقطع جزعه ، فقيل له في ذلك فقال : إنما جزعي رحمة له وإشفاقاً عليه ، فلما وقع القضاء رضيت بالتسليم .
" الله ولي الذين آمنوا "
دخل أحد الصالحين على صديق له فوجده يقسو على نفسه ويكيدها وهو في حالة احتضار ، فقال له : طِبْ نفساً ، فإنك تلقى رباً رحيماً ، قال أمّا ذنوبي فإني أرجو أن يغفرها الله لي ، وليس اغتمامي إلا لم أدع بناتي ، فقال له : الذي ترجوه لمغفرة ذنوبك فارجُه لحفظ بناتك .
أكثرَ العطاء فضاعف الله له الثراء
كان (( ابن عوف )) ينفق المال بكلتا يديه يميناً وشمالاً وسراً وعلانية ، وكان نظام العبودية آلة من آلات عصره في كل أعمال الحياة ، وقد بلغ ما اعتقهم (( ابن عوف )) ، من العبيد في يوم واحد ثلاثين عبداً ، وبلغ جملة ما اعتقهم ثلاثين ألفاً ، وتصدق مرة بأربعين ألف دينار من الذهب ، ثم تصدق للجهاد في سبيل الله بمائتي أوقية من الذهب ، ولقد حمل مجاهدين في سبيل الله على خمسمائة فرس ، ثم حمل مجاهدين آخرين على خمسمائة راحلة ، وعند إعداد جيش العسرة جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بكل أمواله ، ولما سأله الرسول صلى الله عليه وسلم فماذا تركت لأولادك ؟ فقال : ما وعد الله ورسوله .
اللهم
اللهم رحمتك أرجوا فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت ، لا إله إلا أنت أني كنت من الظالمين .
قصة المرأتين والغلام
جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (كانتِ امرأَتانِ معهما ابناهما، جاء الذئبُ فذهبَ بابنِ إحداهما، فقالت صاحبتها: إنما ذهبَ بابنكِ، وقالتِ الأخرى: إِنما ذهبَ بابنكِ ، فخرَجتا على سليمانَ بنِ داودَ فأخبرَتاهُ فقال: أُتوني بالسكينِ أشُقُّهُ بينهما ، فقالت الصغرى: لا تَفعلْ يَرحمُكَ الله، هوَ ابنُها، فقضى بهِ للصغرى)
شذرة
محمد بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي اله عنهما قال : ( ندعو الله فيما نحب فإذا وقع الذي نكره لم نخالف الله فيما أحب ) .
أربــع
أربع من كن فيه كان من خيار عباد الله : قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي
الله عنه 🙁 من فرح للتائب ، واستغفر للمذنب ، ودعا للمدين ، وأعان المحسن على أحسانه ) .
أقــوال
من حكم الإمام الزمخشري رحمه الله :
من زرع الإحن حَصَدَ المِحَن .
كثرة المقالة عثرة غير مُقالة .
لا بد للفرس من سَوْط ، وإن كان بعيد الشوط .
البراطيل تنصر الأباطيل .
إذا كثر الطاغون أرسل الله الطاعون .
أعمالك نَيّة ، إن لم تُنضجها بِنِيّة .
من يمشي في الطريق الأسَدّ ، أهْيَبُ وطأة من الأسَدْ .
لا ترضَ لمجالستك إلاّ أهل مجانستك .
عند إنسداد الفُرج ، تبدو مطالع الفَرَجْ .
العلم
قال أوقص : قالت لأي أمي : لقد خلقت خلقة قبيحة لا تصلح معها لمجالسة الفتيان في بيوت القيان ، فعليك بالإخلاق التي ترفع الخسيسة وتتم النقيصة فنفعني الله بكلامها ، فتعلمت العلم فأدركت به منزلة .
مظلوم
في اليوم الذي خرج فيه سقراط وقتل فيه ، بكت زوجته قبل خروجه ، فقال لها : وما يبكيك؟ فقالت : لأنك ستقتل مظلوماً ، فقال : وهل كنت تحبين أن أقتل ظالماً ؟!
اللهم
اللهم أهدني وسددني اللهم أني أسألك الهدى والسداد .
جرة الذهب
جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرةَ رضيَ الله عنه قال: قال: النبي صلى الله عليه وسلم: «اشترى رجلٌ من رجلٍ عَقاراً له، فَوَجدَ الرجلُ الذي اشترى العَقارَ في عَقارِه جَرَّةً فيها ذهب، فقال له الذي اشترى العَقارَ: خُذ ذَهَبك مني، إنما اشتريتُ منكَ الأرضَ ولم ابْتَعْ منك الذهب. وقال الذي له الأرضُ: إنما بعتُكَ الأرضَ وما فيها، فتَحاكما إلى رجلٍ، فقال الذي تحَاكما إليه: ألكُما وَلدٌ ؟ قال أحدهما: لي غُلامٌ، وقال الآخرُ: لي جاريةٌ، قال: أنكِحوا الغلامَ الجاريةَ، وأنفقوا على أنفُسِهما منه، وتَصدقَّا»
الكلام أم الصمت
قال الجاحظ : كيف يكون الصمت أنفع من الكلام ، ونفعه لا يكاد يجاوز صاحبه ، ونفع الكلام يعم ويخصّ ، والرواة لم ترو سكوت الصامتين ، كما روت كلام الناطقين ، فبالكلام أرسل الله تعالى أنبياءه لا بالصمت ، ومواضع الصمت المحمودة قليلة ، ومواطن الكلام المحمودة كثيرة .... رغم وجاهة كلام الجاحظ فإن قول الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق : " من كان ي}من بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ".
قهر كل شهوات نفسه
كان ابن عوف سيد ماله ، ولم يكن عبداً له ، والدليل على ذلك انه لم يشق بجمعه ولا باكتنازه، وإنما جمعه هونا ومن حلال ثم لا ينعم به وحده ، بل ينعم معه فيه أهل المدينة جميعاً ، فكان يقرض ثلث ماله ، وثلث ليقضي ديونهم عنهم ، وثلث ينفقه عليهم أو يقضي كل حاجاتهم ، ولم يكن ثراؤه ليجعله مرتاح النفس وشهواتها وسما فوق بشريته ، لتكون طاعات لله :
وخالف النفس والشيطان واعصهما | وان هما محضاك النصح فاتهم |
والنفس كالطفل ان تحمله شب على | حب الرضاع وان تفطمه ينفطم |
كم حسنت لذة للمرء قاتلة | من حيث لم يدر ان السم في الدسم |
كلام صائب
قيل لأحد الحكماء : إن الذي قلته لأهل مدينة كذا لم يقبلوه ! فقال : لا يلزمني أن يُقبل أو لا يُقبل .. بل يلزمني أن يكون صواباً .
من أقوال الصالحين
شر الزمان زمانٌ يخفي في العالمُ علمه خوفاً من الجهّال ، وإشفاقاً من أن يُعاب عليه .
الأدب النافع أن تتعظ بغيرك ولا يتعظ غيرك بك .
موت الأبرار راحة لهم وموت الأشرار راحة للعالم .
بعد الموت أفظع
لما دنا الموت من معاوية رضي الله عنه تمثل بهذا البيت :
هو الموت لا منجي من الموت والذي | نحاذر بعد الموت أدهى وأفظع |
ثم رفع يديه وقال : " اللهم أقل العثرة ، وأعفُ عن الزلة ، وعُد بحلمك على من لم يرج غيرك ، ولا يثق إلا بك ، فإنك واسع المغفرة ، وليس لذي خطيئة منك مهرب ثم مات .
اللهم
اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .
المتصدق
جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرةَ رضيَ اللَّهُ عنه أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: «قال رجُلٌ لأَتَصدَّقنَ بصدَقةٍ. فخَرَج بصدقتهِ فوضَعَها في يدِ سارقٍ، فأصبحوا يتحدَّثونَ: تُصُدِّقَ على سارقٍ. فقال: اللهمَّ لكَ الحمدُ، لأتصدَّقنَ بصدقةٍ. فخرجَ بصدَقتِهِ فوضَعَها في يَدَيْ زانيةٍ، فأصبحوا يتحدَّثون: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ على زانيةٍ. فقال: اللهمَّ لكَ الحمدُ، على زانيةٍ؟، لأتصدَّقنَّ بصدقةِ. فخرجَ بصدقتهِ فوضَعها في يدَيْ غنيّ، فأصبحوا يتحدَّثونَ: تُصدِّقَ على غنيّ. فقال: اللهمَّ لكَ الحمدُ، على سارقٍ، وعلى زانيةٍ، وعلى غنيّ، فأُتِيَ فقيلَ له: أما صدَقتُكَ على سارقٍ فلعلَّهُ أن يستَعِفَّ عن سرِقتِه، وأما الزانيةُ فلعلَّها أن تستعِفَّ عن زِناها، وأما الغنيُّ فلعلَّهُ أن يَعْتَبِرَ، فيُنفِقُ ممَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ».
نعمة الرضا
كان عبد الله بن مرزوق من ندماء المهدي ، سكَر يوماً ففاتته الصلاة ، فجاءته جارية له بجمرة فوضعتها على رجله فانتبه مذعوراً ، فقالت له : إذا لم تصبر على نار الدنيا ، فكيف تصبر على نار الآخرة ، فقام فصلى الصلوات ، وتصدق بما يملكه ، وذهب يبيع البقل ، فدخل عليه يوماً الفضيل وابن عيينه ، فإذا تحت رأسه لبنة وما تحت جنبه شيء فقالا له : إنه لم يدع احد شيئاً لله إلا عوضه الله منه بديلاً ، فما عوّضك عما تركت له ؟ قال : الرضا بما أنا فيه .
من درر الكلام
* كفاك أدباً لنفسك اجتناب ما تكرهه من غيرك .
* أكثر الناس فضلاً من لا يرى فضله .
* الكلام سهم نافذ لا يمكن رده .
* إذا شاورت العاقل أصبح عقله لك .
* ثمرة التفريط الندامة ، وثمرة الحزم السلامة .
* أحذر ذهاب النعم ، فما كل ذاهب بمردود .
* العلم خير من المال العلم يحرسك وأنت تحرس المال .
* من وضع نفسه موضع التهمة فلا يلومن من أساء به الظن .
طرفة
جلس ملك يوماً للمظالم ، فتقدم إليه رجل قصير وهو يقول ، أنا مظلوم .. أنما مظلوم .. وهو لا يلتفت إليه ، فقال الوزير : أنصفوا الرجل ، فقيل إن القصير لا يظلمه أحد ، فقال الرجل : أصلح الله الملك .. إن الذي ظلمني هو أقصر مني .
أعجب الكلام
قال يونس بن عُبيد : سمعت ثلاث كلمات لم أسمع بأعجب منهن ، قول حسان بن أبي
سنان : ما شيء أهون من ورع ، إذا رابك شيء فدعه ، وقول ابن سيرين : ما حسدت أحداً على شيء قط ، وقول مورق العجلي : لقد سألت الله حاجة منذ أربعين سنة ، ما قضاها ولا يئست منها ، فقيل لمورق : ما هي ؟ قال : ترك ما لا يعنيني .
اللهم
اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي وشر بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي ومن شر منيي .
قال الله تعالى : {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} (36-37) سورة النــور .
من فيض النبوة
عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(أن أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم إليها ممشى ، فأبعدهم والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجراً من الذي يصلي ثم ينام ) .
أحلى الكلام
لا تَغترِرْ بهوى المِلاح فرُبّما | ظهرتْ خلائقُ للمِلاحِ قباحُ |
وكذا السيوفُ يَروْن حُسْن صقالها | وبِحدّها تُتخطّفُ الأرواحُ |
*** | |
لَئِنْ كان الزمانُ عليَّ أنحى | بأحداث غُصصْت لها بِرِيقي |
فقد أسْدى إليَّ يداً بأنيَّ | عَرَفتُ بها عدوّي من صديقي |
*** | |
تَنَكَّرَ لي دهري ولم يدْرِ أنّني | أَعُزُّ و أحداثُ الزمانِ تهُونُ |
فبات يُريني الخطْب كيف اعتداؤُه | وبِتُّ أريهِ الصبرَ كيف يكونُ |
خاتمة المطاف لـ " ابن عوف " رضي الله عنه
هل رأيتم ما صنع الإسلام بـ " ابن عوف " حتى رفعه فوق الثراء بكل مغرياته ، ليكون في أحسن تقويم ، وبينما هو على فراش موته عرض عليه آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدفن بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر ، لكنه مسلم أحسن الإسلام أدبه فاستحى أن يرفع نفسه إلى ذلك :
يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته أتطلب الربح مما فيه خسران
اقبل على النفس واستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
فقد استحى " ابن عوف " إن يرتقي إلى مجاورة الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر ، وقال : ادفنوني مع بقية أصحاب رسول الله بالبقيع ، سنة 31هـ وكان عمره 4 عاماً رضي الله عنه وأرضاه .
الاستخارة
جاء في صحيح البخاري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن يقول :(اذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم أني استخيرك بعلمك ، واستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب.
اللهم ان كنت تعلم ان هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال : عاجل امري وآجله ـ فقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وان كنت تعلم ان هذا الامر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال : في عاجل أمري وآجله ـ فاصرفه عني واصرفني عنه ، وأقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به ) قال : ويسمي حاجته .
اللهم
اللهم إني أسألأك العافية في الدنيا والآخرة .
جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاثة لا ينظر الله عز وجل اليهم يوم القيامة ، العاق لوالديه ، والمرأة المترجلة ، والديوث ، وثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه والمدمن الخمر ، والمنان بما أعطى).
وقال أيضاً صلوات الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة عاق ، ولا منان , ولا مدمن خمر ).
لمن تغفر الذنوب
اوحى الله عز وجل الى نبي الله داود عليه السلام ، يا داود هل تدري من اغفر له ذنوبي من عبيدي ؟ قال داود : من هو ياي رب ؟ فقال الله عز وجل : الذي إذا ذكر ذنوبه ارتعدت منها فرائصه فذلك العبد الذي آمر ملائكتي أن يمحوا عنه ذنوبه .
موعظة
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : عجبت للمتكبر الذي كان بالأمس نطفة ، وهو غداً جيفة ، والإعجاب يمنع الازدياد ، والحرص والكبر والحسد دواع إلى التقحم في الذنوب .
الكبائر
سئل عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما عن الكبائر فقال هي تسع : الشرك بالله ، وقتل المؤمن عمداً ، والفرار من الزحف ، واكل مال اليتيم ، والسحر ، واستحلال الحرام ، وعقوق الوالدين وقذف المحصنة ، واكل الربا .
المشغول لا يُستشار
قال الحكيم لابنه يعظه : لا تشاورنَّ مشغولاً وإن كان حازماً ، ولا جائعاً وإن كان فهيماً ، ولا مذعوراً وإن كان ناصحاً ، ولا مهموماً وإن كان فطناً ، فَالهمُّ يعقِل العقل ولا يتولّدُ منه رأي ولا تصدُق منه رؤية.
وقالوا : لا تشاور من ليس في بيته دقيق .
الـلـهـم
اللهم أعنا أن نتصرف منا إليك ، ونتوجه عمن دونك إليك ، يا مالك الملك والملكوت ، ويا رب العرش والجبروت .
اللهم أسألك نعيماً لا ينفد وأسألك قرة عين لا تنقطع وأسألك الرضى بعد القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت يا رب العالمين .
إسباغ الوضوء
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ، ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال : إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا ـ تتابع المشي ـ إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلك الرباط فذلك الرباط ) .
حي على الصلاة
كان أهل السلف رضي الله عنهم : كل من سمع منهم نداء المؤذن يفرغ لتلبية طاعة رب العالمين امتثالاً لأمر سيد المرسلين ، وترك الدنيا جانباً وقام عن عمله متوجهاً إلى يوت الله جل وعلا.
وهذا الاهتمام بأمر الصلاة الذي كان في واقع حياتهم من حضورهم الى المساجد ليحافظوا على الصف الأول استجابة لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لا يجدوا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه ) .
المسجد سوق الآخرة
وعرف عن أهل السلف رضي الله عنهم كل الاهتمام بالمسجد لكونه مكاناً لعبادة ، فعندما رأى عطاء بن ياسر يرحمه الله رجلاً يبيع في المسجد دعاه فقال له : هذه سوق الآخرة فإن أردت الدنيا فاخرج إلى سوق الدنيا .
واركعوا مع الراكعين
قال ابن عباس رضي الله عنه : أوجب الله سبحانه وتعالى أداء الصلاة المفروضة مع الجماعة فقال : {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ} (43) سورة البقرة ، وداوم عليها المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ولم يتركها في السلم ولا في الحرب ولا في مرضه الذي مات فيه .
موعظة
كان علي بن الحسين رحمه اله لاذا توضأ يصّفرُ لونه فيقول له أهله : ما هذا الذي ينتابك عند الوضوء ، فيقول : تدرون بين يدي من أريد أن أقوم ؟!
إن من الشعر لحكمة
يا من له تعنو الوجوه وتخشع | ولأمره كل الخلائق تخضع |
اعنو اليك بجبهة لم احنها | الا لوجهك ساجداً اتضرع |