في ذكرى
إحدى قرى اللطرون المهجرة (بيت نوبا) من
إعداد الباحث عباس نمر
عضو اتحاد المؤرخين العرب
في الذكرى التاسعة والأربعين لنكسة حزيران واحتلال مدينة القدس والضفة الغربية والجولان وسيناء وخلع وطرد أهالي قرى اللطرون منذ عام النكبة 1948م وإسرائيل تسعى بلا هوادة إلى طمس معالم وتاريخ وجغرافية وتراث فلسطين ، وهي مستمرة ، ولا زالت تصادر الأرض وتقيم المستوطنات وتستولي على المياه وتحاصر القدس وتعمل على تهويدها وتواصل الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك وترفض عودة اللاجئين والنازحين ، إنها أيام شاهدة على الاستهتار بالشعوب والدول الضعيفة وإقصاء العدالة وتمجيد القوة .
وفي هذه الذكرى نتحدث عن إحدى قرى اللطرون المهجرة (بيت نوبا) وقبل الحديث نقول : لقد أجمع أهالي قرى اللطرون عمواس ، يالو ، بيت نوبا وبعد مرور (49) عاماً على اقتلاعهم من أرضهم وتدمير بيوتهم ومحو آثارهم العمرانية والتاريخية والثقافية والأثرية على طريقة التطهير العرقي قائلين : مهما كبرت اللوعة في نفوسنا ، ومهما تعاظمت الحسرة في أعماقنا ، ومهما انحنى الشعب أمام شدة العواصف ، فإننا نرفض أن نرتدي زياً غير الذي كنا نتزياه قبل الخامس من حزيران عام 1967م ، ونحن مصممون على حق العودة ولا بد لهذا الليل من آخر ، لا نستكين ولن نفقد الأمل ، لأن الأمل بالله مهما طال الزمن والحقوق لا تزول .
وإن أبناء قرى اللطرون يحملون مهم المكان بموجوداته وذكرياته أينما رحلوا وحيثما حلوا على وجه الأرض .
من هنا تأتي الأهمية القصوى إلى التاريخ إلى إحياء الماضي العريق للأرض المباركة فلسطين واليوم نتحدث عن قرية بيت نوبا ، وقطفنا من المراجع والموسوعات الفلسطينية خصوصاً (بلادنا فلسطين) للمرحوم المؤرخ مصطفى مراد الدباغ ومن كتاب (الجغرافية التاريخية لفلسطين وجنوب سوريا والأردن) لمؤلفه العلامة الاستاذ الدكتور كمال عبد الفتاح وزميله الأستاذ الدكتور هتروت ، ومجلدات المؤرخ القدير سلمان أبو ستة وبهذه المناسبة أشكر العلامة سلمان أبو ستة الذي زودنا من لندن بالأطلس النفيس (أطلس فلسطين 1917ـ1966م)وذلك عن طريق الخال العزيز وجيه عمار وأخيره عمار عمار .
هذا وقد أثرينا هذه الدراسة بوثائق قديمة عثمانية من الأوقاف وملفات المحكمة الشرعية بالقدس والموجودة في مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس والتابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية وكذلك نثمن دور أصحاب الرواية الشفوية في الأردن وفلسطين ومنهم السيد محمد علي عبد العزيز أبو رحال القاضي (أبو علي) والسيد سليم سلامه زايد (أبو رامي) والسيد الفاضل من الأردن الحاج صبحي زايد (أبو ناصر) الذي شجعنا لإظهار هذه الحلقة .
التسمية
تقول الرواية الشفوية أن اسم بيت نوبا بضم النون وسكون الواو هو الاسم الموروث عن الآباء والأجداد والأسماء القديمة لبلدة بيت نوبا هي قريبة من اسمها الحالي وكانت بيت نوبا في العهد الروماني قرية من أعمال اللد واسمها (Beth Annaba ـ بيت عنابه) وفي الفترة البيزنطية من القرن الخامس الميلادي ذكرها جيروم أحد الحجاج المسيحيين وقال أن اسمها نوبا وأطلقت عليها المصادر التاريخية والصليبيون اسم (Betnobie ـ بيت نوبي) و(بيت نوبلي) وبعد تحريرها على يد القائد صلاح الدين الأيوبي أصبح اسمها الحالي بيت نوبه منذ ذلك الوقت وحتى اليوم .
الموقع
بيت نوبا أحدى قرى الرملة حتى عام 1948م ثم ضمت إداريا إلى قضاء رام الله مع (14) قرية من قضاء الرملة نجت من الاحتلال عام النكبة 1948م وكانت القرية في تلك الفترة هي أحدى قرى باب الواد وبعد عام النكسة 1967م أصبحت أحدى قرى اللطرون المهجرة وهي واقعة في الجزء الشرقي من قضاء الرملة وتبعد عن مدينتي اللد والرملة حوالي (25) كيلومتراً من الشرق بانحراف قليل إلى الجنوب وعلى بعد (35) كيلومتراً تقريباً عن شاطئ البحر الأبيض المتوسط وعندما ضمت إلى رام الله أصبحت تقع في أقصى الغرب الجنوبي من القضاء وعلى بعد (25) كيلومتراً عن مدينتي رام الله والبيرة وكان يمر منها الشارع الرئيس الواصل بين رام الله ويافا مروراً باللد والرملة .
المساحة والحدود
في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين جمعت المساحة بين أراضي بيت نوبا وقرية عجنجول وذلك حسب الوثائق الرسمية وخريطة فلسطين وذلك عام 1945م بلغت (11401) دونم ، لكن أهالي عجنجول يقولون نحن قرية صغيرة وأراضينا تصل إلى (2000) دونم تقريباً .
ويحد بيت نوبا من الشمال والشمال الشرقي بلدة بيت لقيا ومن الشمال بيت سيرا وعجنجول وخربة البويرة ومن الغرب قرية سلبيت ومن الجنوب يالو ونطاف ومن الشرق قطنه .
خريطة الحوض الطبيعي لبيت نوبا
في الأسبوع الماضي زارني الاستاذ أحمد علي محمود زايد أبو العلاء حاملاً معه خريطة الحوض الطبيعي لبلدته بيت نوبا وهذه الخريطة صدرت عام 1936م وقام بقراءتها وجاء فيها أن القرية قسمت إلى (11) حوضاً وكل حوض فيه أسماء الأرض التابعة له وهي :
1ـ باطن حماد ، باطن الملائكة ، الخلايل ، عرق العمار ، القاعة ، العمرة ، مرج الزعرور ، السحايل .
2ـ السحايل ، أبو باطية ، جبال أبو رطلون ، السلاقة ، النجمة .
3ـ مشط أبو هاشم ، الجسور ، الوصية ، جبال المسرجة ، شعب النباعة ، مرج الراحة ، الحرايق ، الحواكير .
4ـ مسطح الرقية .
5ـ الظهر ، القاعة .
6ـ خلة العسلية ، خلة البيارة ، وعرة أبو نبوت ، وعرة البيارة .
7ـ الميدان ،خربة الشيخ سليمان ، جبال الزورا .
8ـ خلة البيارة .
9ـ تحت الصوانات ، انجيلة ، الصافح ، واد البيارة .
10ـ مرج أبو ياسين ، وعرة الرجوم ،المرحان ، راس العامري .
11ـ قطعة السدرة .
عدد البيوت المعمورة
الوثائق التي بين أيدينا تبين لنا أن عدد البيوت المعمورة في بيت نوبا عام 1556م (10) وفي عام 1597م بقيت (10)بيوت معمورة وفي عام 1912م كانت (92) بيت معمور وفي عام 1931م أصبح لديهم (226) بيت معمور وفي عام النكسة 1967م كان عدد البيوت المعمورة حسب التقديرات (550) بيتاً .
عدد السكان في بيت نوبا
جاء في الأرشيف العثماني خصوصاً الدفاتر المفصلة وفيه عدد الخانات والخانة هي البيت المعمور وقدر علماء التاريخ أن البيت المعمور عدد الأنفس فيه خمسة لذلك نقول أن البيوت في بيت نوبا كانت عام 1556م (10) يكون عدد السكان 10×5=50 نسمة أما عام 1912م وهو إحصاء دقيق حيث وصل عدد الأنفس (734) نسمة منهم (371) ذكراً (363) أنثى ووصل عددهم 1922م إلى (839) نسمة أما عام 1931م أصبح عددهم (944) نسمة منهم (456) ذكراً و(488) أنثى وكلهم مسلمون وفي عام 1961م كان في بيت نوبا (1350)نسمة وقدر عددهم عام النكسة (1500) نسمة .
الحمايل والعائلات
هذه أسماء الحمائل والعائلات والأسر التي استطعنا جمعها ونأمل أننا جئنا على غالبيتها ونعتذر لمن لم نذكره أما ما أستطعنا جمعه فهم :
1ـ حمولة آل القاضي ومن عائلتها : أبو رحال ، عبد المهدي ، العميري ، أمريشح ، أبو الخرسة ، الجوري ، عيسى عبيد .
2ـ حمولة آل زايد ومن عائلاتها : محمد عيسى ، عبد الله عيسى ، عثمان عيسى ، عبد الرحمن عيسى ، علي عيسى ، الأقرع ، برغل ، أبو حسنية .
3ـ حمولة آل ريان ومن عائلاتها : حماد ، حمد ، فتيان ،شحاده ، العوراني ، المشني .
4ـ حمولة هيكل ومن عائلاتها : الحديدي ، بكر ، حلوة ، هنية (أبو هنية ) ، أبو حميدة ، الخطيب .
5"ـ كان في بيت نوبا عائلات قدمت إليها بعد عام النكبة 1948م وهذه العائلات أخذت لقب القرية مثل : بيت محسير ، بير إماعين ، القباب ، نطاف .
هذا وكثير من الأسر يكون الأسم الأخير لها أسم الحامولة وليس أسم العائلة وأناس اشتهروا أيضاً باسم البلدة فيكون الأسم الأخير النوباني .
المخاتير
كانت وظيفة المختار موجودة في بلدة بيت نوبا منذ آواخر العهد العثماني وكان في القرية مختاران ، مختار أول ومختار ثاني ، ولقد تسلمت عدة شخصيات المخترة من عائلات مختلفة ، وكانت مهمة المختار في بيت نوبا لها اعتبارها وكان مركز المختار مهماً وله احترامه وتقديره والمختار مهامه كثيرة منها الرسمية والشعبية وكان بيت المختار مجمعاً وملتقى لرجالات البلدة وبيته مركز إصلاح في حل المشاكل إن حصلت وغالباً ما تحل قبل الوصول إلى المحاكم الرسمية ولكثرة عدد السكان في بيت نوبا تمت زيادة عدد المخاتير في فترة الانتداب والعهد الأردني ، ومن مخاتير بيت نوبا في العهد العثماني وعرفنا منهم :
1ـ مختار أول بيت نوبا محمد عبد الله عيسى .
2ـ مختار ثاني علي محمد .
3ـ المختار محمد العميري .
ومن مخاتير بيت نوبا في فترة الانتداب :
1ـ المختار نمر عبد الرحيم .
2ـ المختار إسماعيل محمد العميري .
3ـ المختار حسن محمد عبد الله .
4ـ المختار أحمد الحاج عثمان .
5ـ المختار عبد الرحمن أحمد حمد .
6ـ المختار محمود أبو بكر .
ومن مخاتير العهد الأردني في بيت نوبا :
1ـ المختار علي محمود عبد المهدي .
2ـ المختار علي ذيب العميري .
3ـ المختار جاسر عبد الرحيم .
4ـ المختار نمر عبد الرحيم حماد .
5ـ المختار محمد محمود شحادة .
6ـ المختار عيسى محمود بكر .
المسجد
كان في بيت نوبا مسجد عمري قديم ويعتبر أقدم بنيان في القرية ، تقام فيه صلاة الجمعة والجماعة والعيدين وكان إمام المسجد قبل عام 1967م الشيخ موسى مصطفى حمد ، وقبله الشيخ حسن عمار برغل ، وفي العهد العثماني في سنة 1315هـ الموافق 1898م كان إمام المسجد الشيخ محمود الخطيب .
المدرسة
لقد اعتنى أهالي بيت نوبا بالحياة الثقافية فكان لديهم شيوخ الكتاب في العهد العثماني وخصوصاً آل الخطيب الذين كان لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في إحياء الثقافة في قرى دير أيوب وبير اماعين وبيت نوبا وعجنجول والبرج وبيت ثول وبيت سيرا وكان التعليم عندهم قبل عام 1885م وأول من بدأ بتعليم الأولاد في بيت نوبا الشيخ محمد الخطيب رحمه الله وذلك عام 1885م ، وكان يدرس الأولاد الكتابة والقراءة وحفظ القرآن الكريم والحديث والمحفوظات والحساب وبقي الحال حتى نهاية الدولة العثمانية .
لذلك كانت مدرسة بيت نوبا موجودة حتى أفتتحت عام 1922م وهي من أوائل المدارس في المنطقة وكان عدد طلابها في 1/1/1948م (49) طالباً وكان يوجد في المدرسة مكتبة قيمة ضمت (254) كتاباً وكان معظم كبار السن في بيت نوبا يلمون بالقراءة والكتابة وفي عام 1967م التحق بالمدرسة (172) طالباً ويدرس فيها حتى الصف السادس الابتدائي وبها هيئة تدريسية من خمس معلمين وكان مدير المدرسة الاستاذ علي برغش من عمواس وكان في بلدة بيت نوبا مدرسة للإناث عام 1967م وكان فيها (111) طالبة يعلمهن ثلاث معلمات .
الصحة وشعبة البريد
كان في قرية بيت نوبا عيادة صحية يداوم فيها ممرض ويأتي طبيب من قبل وزارة الصحة يوماً في الأسبوع وكذلك كان يأتي إلى القرية الدكتور منصور طبيب العيون إلى عيادته كل يوم ثلاثاء وكان في القرية شعبة بريد يعمل فيها موظف واحد .
من تاريخ بيت نوبا القديم
جاء في موسوعة بلادنا فلسطين للمرحوم الدباغ أن بيت نوبا كانت في العهد الروماني قرية من أعمال اللد ثم تحولت إلى مقاطعة عمواس ، واستولى عليها الأفرنج في حملتهم الأولى على بلادنا وفي سنة 1133م شيدوا فيها حصناً في عهد ملك بيت المقدس الفرنجي فولك انجوي لتأمين الطريق بين يافا والقدس .
ولما انتصر صلاح الدين في حطين عادت بيت نوبا وغيرها لأصحابها وكثيراً ما كان رحمه الله ينزل في بيت نوبا اثناء تنقلاته إلى القدس للوقوف على مدى الأعمال الدفاعية التي يقوم بها رجاله في حالة وقوع هجوم عليها من الأعداء .
وفي عام 1192م شرع ديكاردوس في الزحف على بيت المقدس بعد انتصاره على صلاح الدين في ارسوف فوصل في 11 حزيران من العام المذكور إلى بيت نوبا حيث قضى فيها بضعة أسابيع للاستعداد لاقتحام بيت المقدس ، وبينما كان ريكاردوس ينتظر قافلة قادمة من يافا تحمل إليه ولجنده المؤن والإمدادات ، إذ بفرقة من جند المسلمين تحت قيادة الأمير بدر الدين تغير عليها فقتلوا حماتها وأسروا سائقيها وغنموا ما فيها وأخيراً أضطر ريكاردوس وهو في بيت نوبا ان يلتزم معسكره ولم يجسر على التقدم نحو القدس التي كانت تبعد عنه (12) ميلاً وفي أوائل تموز 1192م أمر جيوشه بالتراجع من بيت نوبا نحو الساحل .
بيت نوبا في العهد العثماني
تكمن أهمية الوثائق العثمانية التي بين أيدينا عن قرية بيت نوبا باعتبارها شاهدة على حقبة زمنية بل تاريخاً عظيماً من تاريخ هذا الوطن وهذه الوثائق موجودة في مؤسسات التراث وخصوصاً في مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس والتابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية وعلى الرغم من قلة هذه الوثائق وندرتها لكنها نفيسة وللأسف ليس هناك من يبحث إلا من رحم .
بيت نوبا في القرن السادس عشر الميلادي
تبين لنا من خلال الوثائق العثمانية القديمة أن قرية بيت نوبا كانت مزدهرة بأهلها وأرضها خصبة وللأهمية إلتقيت يوم النكبة 15/5/2016م الاستاذ محمد الصفدي المسؤول في مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية والخبير في قراءة الخطوط العثمانية القديمة وقام بقراءة الوثيقة العثمانية القديمة والتي تتحدث عن قرية بيت نوبا الواقعة ناحية الرملة وذلك عام 1556م وفيها أسماء أرباب الأسر دافعي الضريبة الزراعية وفيها إحصائية لقيمة الحنطة (القمح) والشعير والأشجار والكروم والقطن والزيت وللأهمية ارتأيت في هذه الحلقة أن أذكر أسماء أرباب دافعي ضريبة الزراعة وهم :
مظلوم بن يوسف ، أحمد بن محمد ، سولم بن شهاب الدين ، خليل بن صباح ، صدقة بن سفرا ، صالح بن محمد ، محمد بن صباح ، اسحاق بن علي ، يعقوب بن اسحق ، حسن بن أبو جهن ويوجد في بيت نوبا عشرة خانات والخانة هي البيت أو الحوش المعمور وأهتم أهالي القرية في تلك الفترة بتربية الماعز وخلايا النحل .
بيت نوبا عام 1597م
جاء في كتاب (الجغرافية التاريخية لفلسطين وجنوب سوريا وشرق الأردن) لمؤلفه العلامة الاستاذ الدكتور كمال عبد الفتاح وزميله الاستاذ الدكتور هتروت وجاء فيه أن قرية بيت نوبا كانت تابعة ناحية الرملة لواء غزة وعدد بيوتها العامرة عشرة وتدفع 25% ضريبة على المنتوج الزراعي مثل القمح والشعير والأشجار والكروم والفواكه والزيتون وكانت القرية مزدهرة عامرة بأهلها .
بيت نوبا إحدى قرى ناحية نعلين
تفيد الوثيقة الصادرة في عام 1913م أن قرية بيت نوبا كانت تتبع ناحية نعلين وكانت نعلين تابعة إلى مدينة الرملة ويتبعها عدد من القرى هي :
نعلين ، بيت نوبا ، شبتين ، خربثا ، دير قديس ، البرج ، قبية ، بدرس ، المديه ، برفيليه ، بير إماعين .
الأماكن الأثرية
يوجد في بيت نوبا اماكن وخرب أثرية كثير منها : خربة الصوالح وخربة المسرجة وخربة الصوان وخربة وعرة الرجوم وخربة بردا وفي بيت نوبا الكثير من الآثار الرومانية والبيزنطية والصليبية .
أراضي الأوقاف
ادرك القائد صلاح الدين الأيوبي وبعده المماليك الأهمية الخاصة لبيت المقدس وما حوله بالنسبة للأماكن الدينية المقدسة في مدينتي القدس والخليل وما حولهما من القرى فأنشؤوا فيها الزوايا والمقامات والأسبلة والتكايا والمدارس والخانات ... إلخ ، وجعلوا من أراضيهما أوقافاً خيرية تخليداً لأمجادهم في خدمة بيت المقدس والمسجد الإبراهيمي في الخليل ، وقد وصل الأمر بسلاطين بني أيوب والمماليك والعثمانيين إلى حد التنافس في وقف الأراضي ، وكانت قرية بيت نوبا قد أوقفت وقفاً خيرياً بالكامل على مصالح المسجد الإبراهيمي وحظي المسجد الإبراهيمي بأوقاف واسعة في فلسطين بالإضافة إلى مصر والشام وذلك لما له من مكانة دينية مرموقة عند المسلمين لاحتوائه على مقام أبو الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة وسلام ، ويوجد في فلسطين (130) موقعاً موقوفاً وقفاً خيرياً للمسجد الإبراهيمي ما بين قرية وخربة ومدينة ومزرعة وذلك حسب عائدات أراضيها بشكل كلي أو جزئي .
قرية بيت نوبا اليوم
أراضي بيت نوبا شاسعة وكبيرة وبعدما شرد واقتلع أهلها وخلع زرعها أقيم عليها مستعمرة ميفوحورون المسكونة من قبل اليهود ويقوم هؤلاء باستغلال معظم أراضي القرية خصوصاً بعد استخراج مياهها من باطن الأرض .
الاحتلال
قبل الخامس من حزيران كانت بيت نوبا قرية وادعة مطمئنة وأهلها في عمل دؤوب كخلية النحل كل في عمله وبعد وقف القتال على الجبهات العربية أعلنت سلطات الإحتلال أن منطقة قرى اللطرون يالو وعمواس وبيت نوبا والقسم الحلال من قرية دير أيوب والقسم الحلال من قرية اللطرون وهما على الخطوط الأمامية أنها منطقة عسكرية مغلقة ويحظر الدخول إليها وبعد أسبوع من إعطاء الأمر دمرت القرى الثلاثة بالإضافة إلى قرية دير أيوب وقد بلغ عدد الشهداء من بيت نوبا (12) ومن يالو (19) ومن عمواس (22) وبعد ذلك حاولوا طمس المعالم بخلع أشجار الزيتون وزرعت بأشجار الصنوبر والأشجار الحرجية وفي عام 1969م أقيمت على أنقاض بيت نوبا مستوطنة (ميفوحورون) .
ومنذ تدمير قرى اللطرون قبل (49) عاماً وأهالي هذه القرى يقومون بحملات واسعة ونشاطات مكثفة بهدف العودة إلى ديارهم ،ويشار أن إسرائيل كانت عرضت على أهالي القرى الثلاث بين عامي 1967م و1968م إقتراحات بتعويضهم أو توطينهم في أماكن أخرى ، إلا أن الأهالي رفضوا كافة تلك المقترحات وقالوا لن نقبل بالتعويض أو المقايضة وأهالي هذه القرى يحملون معهم المكان بموجوداته وذكرياته أينما رحلوا وحيثما حلوا على أمل العودة إلى قراهم .
وأخيراً
إن قرية بيت نوبا وأهلها لا يفيهم ما قدمناه لهم في هذه الحلقة المتواضعة وهي بحاجة إلى المزيد من الشرح والتفصيل لأننا لم نتطرق إلى الحياة الاجتماعية والأزياء الشعبية والأفراح والأتراح وقصة الرحيل والشهداء ، أقول إن الحياة الاقتصادية فقط بحاجة إلى حلقات فكيف بالأشياء الأخرى لذلك أتمنى على أهالي بيت نوبا جميعاً القيام بالعمل على إنجاز كتاب قيم عن قريتهم لأنها فعلاً بحاجة لذلك .
وقبل الانتهاء أقدم شكري كاملاً ومن القلب لأسرة مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس التي دائما تزود الباحثين والمهتمين بالوثائق العثمانية القديمة والقيمة ولا تبخل على أحد والشكر موصول إلى كل من اسرة مكتبة بلدية البيرة العامة وأسرة مكتبة القطان في رام الله وذلك لجهدهم الصادق والمخلص في إعطاء المعلومة وتيسير كل وسائل البحث للباحثين ، وإلى اللقاء في بحث آخر إن شاء الله .