إعداد الباحث عباس نمر
عضو اتحاد المؤرخين العرب
الحنين إلى الماضي جزء من الحاضر الذي يعيشه الإنسان الفلسطيني في هذه الأيام العصيبة ، لقد مضى قرن من الزمن على وعد بلفور ومضى على ذكرى النكبة سبعون عاماً وعلى ذكرى النكسة واحد وخمسون عاماً إنها ذكريات وكل يوم تتجدد الذكريات بل الكوارث على فلسطين وأهل فلسطين ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس كارثة وإسرائيل تسعى بلا هوادة إلى طمس معالم التاريخ والجغرافيا والموروث الثقافي من آثار وتراث وهي مستمرة ولا زالت تصادر الأرض وتقييم المستوطنات وتحاصر القدس مع اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك وترفض عودة اللاجئين والنازحين وتحول أمريكيا من دولة راعية للمفاوضات إلى دولة معادية للحقوق الشرعية لشعب فلسطين .
إنها أيام شاهدة على الاستهتار بالشعوب الضعيفة وإقصاء العدالة وتمجيد القوة وأبناء هذا الوطن على الرغم من اقتلاعهم من أرضهم وتدمير بيوتهم ومحو آثارهم العمرانية والتاريخية وإخراجهم من ديارهم على طريقة التطهير العرقي قائلين : مهما كبرت اللوعة في نفوسنا ومهما تعاظمت الحسرة في أعماقنا ومهما أنحنى الشعب الفلسطيني أمام شدة العواصف فإننا نرفض أن نرتدي زياً غير الذي كنا نتزياه قبل عام النكبة 1948م ونحن مصممون على حق العودة ولا بد لهذا الليل من آخر لا نستكين ولن نفقد الأمل بالله ، مهما طال الزمن والحقوق لا تزول .
واليوم تحدثكم قرية بيت سوسين بإختصار عن نفسها من خلال الموسوعات والوثائق الفلسطينية وخصوصاً موسوعة بلادنا فلسطين للمرحوم المؤرخ مصطفى مراد الدباغ ومجلدات المؤرخ الدكتور سلمان أبو ستة، والكتاب الموسوعي الجغرافية التاريخية لفلسطين وجنوب سوريا وشرق الأردن للعلامة الدكتور كمال عبد الفتاح وزميليه البرفسور ديترهتروت والكتب العثمانية المفصلة ومجلد كي لا ننسى للدكتور وليد الخالدي بالإضافة إلى الباحث القدير الاستاذ سعدي عثمان النتشة الذي زودنا بالوثائق العثمانية والاستاذ عليان الهندي الخبير في الشؤون الإسرائيلية الذي حدثنا عن القرية من خلال الوثائق العبرية بعد ترجمتها والدكتور عبد القادر سطيح الذي قام بترجمة الوثائق العثمانية القديمة إلى اللغة العربية والاستاذ الباحث أبو صالح أبو حبسة الذي جمع من أقوال كبار السن الرواية الشفوية .
وكم كانت سعادتي باللقاء الذي جمعني مع الاستاذ المؤرخ محمد صالح حسين حماد أبو حبسة المعروف في مخيم قلنديا وعند أهل بلده باسم أبو صالح أبو حبسة ولأهمية هذا الاجتماع ولما وجدت عنده من معلومات قيمة عن بيت سوسين وعن قرى القدس أحببت أن أجري هذا الحوار :
سؤال : الاستاذ صالح أبو حبسة نرحب بك في هذا اللقاء في صحيفة القدس فأهلاً وسلاً بكم وبداية حدثنا عن نفسك وأين تلقيت تعليمك ؟
جواب : الحمد لله أنا من أبناء جيل النكبة عاصرت المعاناة ومرارة التشريد منذ ولادتي عام 1949م تحت شجرة توت في أراضي قرية بيت دقو أحدى قرى شمال غرب القدس الشريف ثم انتقلنا إلى بلدتي العيزرية وأبوديس ثم إلى مخيم قلندية .
والتحقت في المراحل الأولى في مدارس العيزرية وبيت حنينا والمرحلة الاعدادية في مدرسة شعفاط والثانوية في القدس في مدرسة الرشيدية ثم التحقت بجامعة بيروت العربية وفي السنة الرابعة تم اعتقالي عام 1972م .
سؤال : أين حصلت على الشهادة الجامعية والماجستير وشيء عن اعتقالك ؟
جواب : خرجت من السجن في صفقة تبادل الأسرى عام 1985م بعد أن حكم علي مدى الحياة لكن فرض علي الإقامة الجبرية في البيت لمدة ثمانية سنوات والحمد لله تزوجت من زوجتي أم صالح أمنة داود من بيت دقو عام 1986م وهذا من فضل الله وبعدها اعتقلت عام 1995م حتى 1997م ثم التحقت مع السلطة الوطنية الفلسطينية وخلالها حصلت على شهادة الجامعة من جامعة القدس المفتوحة والماجستير من جامعة القدس في ابوديس وتقاعدت عام 2008م .
سؤال : منذ متى بدأ حبك للتاريخ ؟
جواب : حبي للتاريخ الفلسطيني تجذر في كياني منذ الطفولة وازداد في السجن وصدر اول مخطوط كان يدرس في السجن اسمه : (الحق التاريخي لأهل فلسطين في فلسطين) وصودرت لي مخطوطة كانت هي رسالتي الى الدكتوراة بعد أن دمر منزلي بعد استشهاد ابني عنان رحمه الله عام 2016م وكانت رسالة الدكتوراة حول قرى غرب القدس المهجرة وأهلها قسراً عام 1948م .
سؤال : من هم أصحاب الرواية الشفوية الذين استفدت منهم ؟
جواب : الذين التقيتهم كثر لكن أكثرهم عطاء :
1ـ المرحوم إبراهيم أبو حبسة .
2ـ المرحوم الحاج سالم سليم حمد .
3ـ الحاجة فاطمة حسن محمود .
4ـ الحاجة مريم عطية حماد .
5ـ الحاج محمد حسين ابو حبسة .
6ـ المرحوم الحاج محمد نافع حماد .
7ـ الحاج أحمد حسن زيادة / الاردن .
سؤال : عرف القارئ أنك من ساريس ومن بيت سوسين ؟
جواب : بداية نقول رحم الله القائد صلاح الدين الأيوبي محرر القدس وفلسطين الذي كان يشجع المحاربين المرابطين الذين هم حول القدس وجبال القدس وهذه المناطق جبلية فقرر أن يعطيهم أراض من منطقة الساحل أو السهل حيث يستطيعون الزراعة والفلاحة والاطمئنان على مرابطهم في سبيل الله فأصبح لسكان قرى القدس أراض في الساحل منها : قرية ساريس لها قرية بيت سوسين ، وقرية بيت محسير لها قرية دير محيسن ، وقرية بيت أكسا لها قرية خروبة ، وقرية رفات لها قرية دانيال ، وقرية الطيرة لها قرية الكنيسة ، وقرية قطنة لها خربة البويرة ، وقرية قالونيا لها خربة دير نحلة ، وقرية بدو مع قرية بيت دقو لهم قرية سلبيت … إلخ وبعض القرى تكفي حاجتها فليس لهم أراض في الساحل .
لذلك نرجع إلى السؤال أنني من قرية ساريس وبيت سوسين بما أن بيت سوسين تتبع ساريس ومعظم أراضيها ملك لأهالي ساريس وآل الحسيني وآل الخياط ومع بداية الانتداب البريطاني بيت سوسين أصبحت قرية ولها مختار وأصبح أهالي ساريس مثل الرجل الذي له أمرأتان الأولى في ساريس والثانية في بيت سوسين وأملاكه هنا وهناك وأولاده هنا وهناك وإن قلت أنني من ساريس فقد أصبت وإن قلت أنني من بيت سوسين لم أخطئ إني ابن النكبة كل فلسطين موطني والحمد لله بالرغم مما نحن فيه لم يطرق اليأس قلوبنا ولا لساننا ولا عقلنا لأننا مؤمنون بقدرنا وبحقوقنا وهيهات هيهات أن ينسى الإنسان الفلسطيني أرضه المباركة وقضيته المقدسة .
وفي نهاية اللقاء كل الشكر والاحترام لأستاذنا ابو صالح أبو حبسة الذي أجاد وأفاد وقد استطعنا أن نقطف شذرات مفيدة من مخزونه المليئ عن قرية بيت سوسين على الرغم أنه من مواليد ما بعد النكبة ، نعم فإن هذا النفر الكريم يحمل معه المكان بموجوداته وذكرياته وأحداثه وتبقى بيت سوسين في وجدانه أينما رحل وحيثما حل .
ومع الرواية الشفوية والمكتوبة تحدثكم بيت سوسين عن نفسها.
التسمية
تقول الرواية الشفوية أن بيت سوسين بضم السين الأولى وكسر السين الثانية هو الاسم الموروث عن الآباء والأجداد وجاء في الوثائق العربية والعثمانية القديمة مثل الدفاتر المفصلة وسجلات المحكمة الشرعية أن اسم بيت سوسين هو الاسم نفسه منذ بداية العهد العثماني وقبل ذلك .
وذكرت المصادر الافرنجية ان الاسم بزيزين (Bezezin) وقيل انها قد تكون تحريف عن ( بيت زوزا ) بمعنى الدينار والدرهم وهناك اقوال كثيرة عن اسم القرية منها ان أسم القرية في الماضي كتب بيت سوسن ولعل اسمها أخذ من زهرة السوسن احدى الأزهار البرية الموجودة في جنوب بلاد الشام مثل الأردن وفلسطين اما انتشارها في منطقة الرملة ونابلس والنقب ومحافظة جنين ، والسوسن أنواعه متعددة وله ألوان كثيرة منها : الأزرق والارجواني والزهري والأبيض والبنفسجي والأصفر والأسود ، وتبدأ زهرة السوسن بالنمو مع نهاية فصل الخريف أو بداية سقوط الأمطار وفي شهر آذار تتفتح أزهار السوسن وتنتهي مع نهاية شهر آذار .
الموقع
تقع قرية بيت سوسين في أقصى الجنوب الشرقي من قضاء الرملة وهي على بعد (18) كيلومتراً من مدينة الرملة ، كانت بيت سوسين مبنية على تل صغير نهاية المنحدرات الجبلية لنهاية سلسلة جبال القدس الغربية وترتفع حوالي (300) متراً عن سطح البحر وكانت بعض الدروب (الطرق) تربطها بالقرى المجاورة منها طريق فرعية تصلها بالشارع العام الواصل بين القدس ـ الرملة ـ يافا المار من أراضي قرية اللطرون شمال بيت سوسين .
المساحة والحدود
لقرية بيت سوسين أراض مساحتها (6481) دونماً ولا يملك اليهود فيها أي شيء ويحدها من الشمال قرية اللطرون وقسم صغير من قرية أو منطقة تسمى الخلايل ومن الغرب قرية بيت جيز ومن أقصى الجنوب الغربي قسم صغير من أراضي قرية كفر روريا ومن الجنوب قرية صرعة ومن أقصى الجنوب الشرقي قرية عسلين ومن الشرق بيت محسير.
عدد السكانوالبيوت المعمورة
في عام 1556م جاء في الدفاتر العثمانية المفصلة وفيها أسماء دافعي ضريبة الزراعة وعدد البيوت المعمورة في القرن السادس عشر الميلادي منها عامي 1556م وعام 1596م ففي عام 1556م كان لبيت سوسين (56) خانة والخانة هي البيت المعمور صغر أم كبر وعدد أرباب الأسر (56) وعددهم (285) نسمة وعام 1596م عدد البيوت (56) وأرباب الأسر (56) وعددهم (336) نسمة كلهم مسلمون ، وكان في قرية بيت سوسين عام 1922م (47) نسمة ، أما في عام 1931م بلغوا (70) نسمة كلهم مسلمون منهم (30) ذكراً و(40) أنثى ولهم (14) بيتاً وفي عام 1945 إرتفعوا إلى (210) نفوس وعام النكبة 1948م وصل عددهم إلى (244) نسمة والبيوت المعمورة كانت (48) بيتاً .
الحمايل والعائلات
في قرية بيت سوسين عائلات من أربعة حمايل انتقلت إليها من قرية ساريس قضاء القدس وهذه الأسر هي : حماد ، حمد ، بدر ، فيالة ، وفي القرية أراض لآل الحسيني وآل الخياط وعمل فيها اسرة بدران واسرة ابو العيش .
المختار ومجلس الاختيارية
كان المختار في بيت سوسين ينتخب من قبل أهالي القرية أو بموافقة الحمايل وكان مختار القرية قبل النكبة 1948م المختار ذيب حسين حمد ، هذا وكان للقرية مجلس اختيارية يشرف على شؤون القرية معينيين من قبل مدير الناحية في الرملة ولا يحق للمختار الاعتراض عليهم ما داموا سائرين لمصلحة القرية ولا سلطة للمختار عليهم ومن المهام التي يقوم بها أعضاء المجلس الصلح بين الناس والمحافظة على نظافة القرية وتعيين حراس في القرية أيام الحصاد والمناظرة على أموال الأيتام المقيمين داخل القرية وخارجها وإعلام مدير الناحية بمخالفات المختار إن حصل وكانت بيت سوسين قرية هادئة .
المضافة
كان للقرية مضافة واحدة لحمائل بيت سوسين جميعها وهذه المضافة هي المكان الذي يجتمع فيه كبار السن يومياً وهي أيضاً لاستقبال الضيوف وابن السبيل وفي أيام الصيف يجلس الجميع من كبار السن تحت ظل شجرة السدر والمكان معروف باسم السدرة والديوان الفعلي في بيت سوسين هو بيت المختار .
المسجد
كان في القرية مسجد صغير وهو مقام الشيخ عبيد تقام فيه صلاة الجمعة والجماعة والعيدين وكان الامام والخطيب في بيت سوسين الشيخ إتيّم غزال الديرباني.
من تاريخ القرية في القرن السادس عشر الميلادي
من خلال الوثائق العثمانية والعربية الموجودة بين أيدينا منها المكتوب بالخط العثماني القديم تبين لنا من خلال هذه الوثائق خصوصاً الدفاتر المفصلة التي هي من القرن السادس عشر الميلادي أن قرية بيت سوسين شاهدة على حقبة من الزمن من تاريخ هذه القرية العامرة والزاهرة.
بيت سوسين عام 964هـالموافق 1556م
هذه الوثيقة من الدفتر المفصل العثماني رقم (304 ت ت) وصفحة رقم (271) وعدد أسطر الوثيقة (18) سطر وتبين من خلال الدفتر أن قرية بيت سوسين (بيت سوسن) هي من ناحية الرملة وجاء في السطر الثاني من الوثيقة حتى السطر الثالث عشر اسماء أرباب الأسر في بيت سوسين الدافعة لضريبة الزراعة وهم :
سبع بن خليل ، عدنان بن رعد ، خليل بن ابراهيم ، عبد الواحد بن رعد ، رعد بن عبد الواحد ، طعمه بن عبيد ، معاذ بن موسى ، علي بن رمضان ، ماجد بن علي ، حسن بن رمضان ، علي بن محمد ، رعد بن محفوظ ، منيف بن سيف ، رمضان بن علي ، سالم بن علي ، معالي بن أخرس ، سليم بن شجاع ، مهنا بن علي ، عقل بن مهنا ، خطاب بن علي ، صالح بن عبد ، عبد بن عقل ، حسين بن سالم ، إتيم بن سالم ، صالح بن علي ، عمر بن حسن ، أبو بكر بن عمر ، عمرو بن عمر ، شهاب الدين بن عمر ، صهيب بن عمر ، وعد بن علي ، محمد بن ابراهيم ، سلامة بن سعيد ، سليمان بن سعيد ، سليم بن سعيد ، عامر بن عمر ، عبد الرحمن بن عمر ، عمر بن خليل ، مفزع بن عمر ، ماضي بن حسين ، علي بن رعد ، علي بن ذياب ، مجد بن محمد ، غنام بن سعد ، علي بن خاطر ، عيسى بن محمد ، عبيد بن حسين ، مزلقة بن محمد ، ابراهيم بن سالم ، وعد بن علي ، ابراهيم بن ابراهيم ، حسن ابن ابراهيم ، علي بن حسين ، ابراهيم بن جابر ، عليم بن أحمد ولهم (56) خانة والخانة هي البيت المعمور كبر أو صغر وأيضاً أرباب الأسر عددهم (56) رب أسرة .
وجاء في الاسطر الأخيرة أسماء المنتوجات الزراعية التي كان يدفع عليها ضريبة الزراعية وقيمتها وكانت الضريبة الزراعية على القرية (25%) وبلغت قيمة الضريبة (6389) أقجة (والأقجة هي العملة العثمانية المتداولة في تلك الفترة وهي مصنوعة من الفضة وكانت قيمتها عالية وغالية الثمن لكن خفت قيمتها في نهاية الدولة العثمانية) وأسماء المزروعات هي :
الحنطة ومكيالها خمس غرارات وقيمة الضريبة الزراعية (3400) أقجة وكان الانتاج الثاني الشعير ومكياله ثمانية غرارات وقيمة الضريبة الزراعية (3180) أقجة ثم الملا الصيفي من الاشجار المثمرة والمقاثي والزبيب (1909) أقجة ودفعت الضريبة أيضاً على الماعز بقمية (44) أقجة .
وقام بترجمة هذه الوثيقة من اللغة العثمانية القديمة إلى اللغة العربية الدكتور عبد القادر سطيح الخبير في قراءة الخط العثماني .
بيت سوسين سنة1005ه الموافق عام 1596م
هذه الوثيقة المهمة من كتاب : (الجغرافية التاريخية لفلسطين وشرق الأردن وجنوب سوريا في القرن السادس عشر الميلادي) لمؤلفه العلامة القدير الدكتور كمال عبد الفتاح وزميله الألماني البرفسور ديترهتروت وجاء في الكتاب أن قرية بيت سوسين كانت عام 1596م تتبع ناحية الرملة لواء غزة وعدد البيوت المعمورة (56) بيت وعدد الأنفس حوالي (386) نسمة من المسلمين وكانت نسبة الضريبة التي تدفع (25%) وكانت قيمتها (7200) أقجة ودفعت القرية الضريبة عن القمح والشعير والسمسم والاشجار المثمرة وعلى الماعز والنحل وكانت بيت سوسين عامرة بأرضيها الخصبة في تلك الفترة .
خرب بيت سوسين
في القرية عدد من الخرب الأثرية منها :
1ـ خربة راس ابو مرة وتقع في الجهة الشمالية الشرقية من اراضي القرية .
2ـ خربة كيلة تقع في القسم الجنوبي من القرية وترتفع (300) متراً عن سطح البحر ومن محتوياتها اساسات أبنية قديمة وحجارة منحوتة مبعثرة وصهاريج منقورة في الصخر وحوض ومدافن .
3ـ خربة دير شبيب وتقع في القسم الجنوبي للقرية وترتفع حوالي (325) متراً عن سطح البحر وفيها أبنية متهدمة وأساسات وصهاريج ومغر .
4ـ خربة حسن واراضيها في المنطقة الغربية من اراضي القرية .
5ـ خربة التريحية .
6ـ خربة الجلاط .
7ـ خربة الغول .
8ـ خربة الشيخ عبيد .
9ـ خربة المخبية وفيها بد قديم .
10ـ خربة أم الدرج وتقع في القسم الجنوبي من القرية ومن محتوياتها اساسات بنايات قديمة وحظائر ومغائر .
عيون بيت سوسين
في بيت سوسين عدد من العيون دائمة المياه طوال السنة وعيون تجف مع بداية الصيف وأرض السهل في بيت سوسين اشتهرت بأنها أرض حفيرة أو حفاير وكان رعاة الأغنام من خارج القرية عندما يأتوا بأغناهم إلى مناطق الرعي في القرية يأتوا على قطعة أرض سهلة ويقومون بحفرها على عمق مترين ثم يخرج الماء وكان كل راع يقوم بحفر حفير لغنمه ومن عيون القرية :
1ـ عين البلد وهي مشهورة بأن مياهها طوال السنة وهي لشرب أهالي القرية وكذلك الأغنام والأبقار والجمال .
2ـ بير عين الحوارة وهو جنوب القرية ومياهه طوال العام .
3ـ عيون البحرة وهي أكثر من عين في منطقة واحدة ومياهها غزيرة طوال العام .
4ـ عين البيارة وهي مشهورة بمياهها الوفيرة وحولها بيارات الحمضيات .
هذا ويوجد في بيت سوسين عدد من الآبار القديمة وبعضها تستمر مياهها طوال العام .
كلمة لا بد منها
إن الحنين إلى بيت سوسين مسقط رأس الآباء والأجداد والحنين إلى أراضيها الخصبة وأغنامها وبقرها حيث وصل عند أحدهم قبل النكبة (1500) رأس غنم بياض و(1000) رأس غنم سمار غير الابقار والبغال والحمير والجمال ، والحنين إلى بساتينها وبيارتها ومقاثي البطيخ والشمام وعيون الماء وموسم الحصاد للقمح والشعير والذرة والسمسم يشتاقون إلى مسجدها مقام الشيخ عبيد إنهم يشتاقون إلى كل ذرة تراب فيها .
هذه هي بيت سوسين عند أهلها وما هي عندهم إلا جزء من الحاضر الصعب والواقع الأليم الذي يعيشه ابن بيت سوسين المبعد عن أرضه على طريقة التطهير العرقي تاركين أعز ما يملكون بيت سوسين انها معشوقتهم جذورها في رحم التاريخ هذا هو الحاضر لأهل بيت سوسين الصعب الذي يعيشونه في كل اماكن تواجدهم .
وما زالت الأمم المتحدة تعترف بحقوق أهل فلسطين لأن الفلسطينين متمسكون بهذا الحق المقدس لكن أين التطبيق ؟!! ولا شيء أخطر على الإنسان من أن يكون جاهلاً بالتاريخ وماضيه ونحن أبناء هذا الوطن.
وأخيراً
إن بيت سوسين صاحبة التاريخ وأهلها الكرماء بحاجة إلى المزيد من الحلقات والشرح والتفصيل وإن ما قدمناه في هذه الحلقة المختصرة جداً والمتواضعة لا يفي بيت سوسين ولا أهلها حقهم فهي بحاجة إلى كتابة الكثير ونحن لم نتطرق إلى التاريخ القديم وخصوصاً العثماني والعادات والتقاليد والأفراح والأتراح والحياة الاجتماعية والثقافية والدينية والصحية والأزياء الشعبية والزراعة والحصاد وبيت سوسين في ظل الانتداب البريطاني وثورة 1936م_1939م والثوار والنكبة والتهجير على طريقة التطهير العرقي والقرية اليوم وأهالي بيت سوسين اليوم وكل ما ذكر بحاجة إلى حلقات وبيت سوسين كلها بحاجة إلى كتاب قيم لأنه من الأهمية بمكان إحياء الماضي لقرى فلسطين الأرض المباركة لذلك اتمنى من أهالي بيت سوسين جميعاً والمثقفين خصوصاً البدء بهذا العمل النفيس .
وقبل الانتهاء أزجي شكري لأسرة مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس والتابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية التي دائماً تزودنا بقراءة الوثائق القديمة والقيمة ولا تبخل على أحد والشكر موصول إلى كل من أسرة مكتبة بلدية البيرة العامة ولأسرة مكتبة القطان في رام الله ولأسرة مكتبة بلدية رام الله العامة وذلك لجهد الجميع الصادق والمخلص في إعطاء المعلومة ومساعدتهم للباحثين والمهتمين وتيسير كل وسائل البحث الجاد وإلى اللقاء في بحث آخر إن شاء الله .